ما “بينعسوا حراس جعجع” لخدمة باسيل… و”بري”أحرص على “القوات” من رئيسها؟

ما “بينعسوا الحراس” اساءة تقدير للمواقف وزلات سياسية وتصويب خاطئ، وكأن “القوات” تعمل من حيث لا تدري لمصلحة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ولإعادة تعويمه ومساعدته على استرجاع موقعه السياسي واستفراده بالقرار المسيحي في ظل تراكم السلبية في معراب وقطع الأوصال الحوارية بينها وبين المكون الشيعي متمثلاً بحركة “أمل” و”حزب الله”.

فبينما يتلهى رئيس حزب “القوات” سمير جعجع بالتصويب على رئاسة المجلس النيابي ونبذ الحوار الوطني ما قبل انتخاب رئيس للجمهورية بذريعة الحفاظ على صلاحيات الموقع المسيحي الأول، يحاول جبران باسيل تعبيد طريق علاقته مع الثنائي الشيعي ويحث الرئيس نبيه بري على الدعوة الى حوار “بمن حضر” أي من دون “القوات”، ليفرض نفسه طرفاً مسيحياً أوحد على طاولة التسويات والمفاوضات.. الا أن الرئيس بري كان أحرص على “القوات” من رئيسها ورفض تغييب الكتلة المسيحية النيابية الأكبر عن طاولة الحوار وخريطة التوافقات.

أما الخطر الأكبر فيكمن في استمرار باسيل في محاولاته للقبض على المراكز المسيحية الادارية والعسكرية من الفئة الأولى للقبض على العهد المقبل، إذ يحاول ابتزاز المكونات الحكومية لتمرير التعيينات العسكرية كاملة، من قائد الجيش ونائبه والمقاعد الثلاثة الشاغرة في المجلس العسكري، واضعاً المؤسسة العسكرية بين فكّيْ الشغور (من خلال تجميد مرسوم رئيس الأركان) أو المحاصصة (من خلال استفراده في اختيار المواقع المسيحية). وهذه المرة أيضاً، يبدي الرئيس بري حرصه على الصلاحيات المسيحية أكثر من المسيحيين أنفسهم، حيث إن لرئيس الجمهورية أن يختاره، على اعتبار أنهما سيتعاونان طوال عهده الرئاسي لست سنوات (٢٢٠).

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، لم يُقارب ملف قيادة الجيش مطلقاً حتى اللحظة، وخلافاً لكل ما ذُكر، لم يفاتح أي من الموفدين الدوليين الرئيس بري بموضوع التمديد لقائد الجيش، إنما كان الاتفاق مع وزير الدفاع موريس سليم يقضي بأن يرفع اقتراحه بثلاثة أسماء للمواقع الشاغرة في المجلس العسكري، أي رئيس الأركان ومدير الادارة والمفتش العام، وأن يوقع مرسوم تعيين العميد حسان عودة رئيساً للأركان. الا أن سليم تراجع عن التزامه الاتفاق بذريعة انتظار قرار الطعن بقراره في التمديد لعضو المجلس العسكري بيار صعب. الا أن سبب تراجع سليم الحقيقي وفق مصادر مواكبة للملف، أنه خضع لقرار مرجعيته السياسية، واستمهل ليفرض النائب جبران باسيل تفاهماً أوسع، يضمن له اسم قائد الجيش ومحاصرة رئيس الجمهورية المقبل وتأثيره في مسار العلاقة بين الموقعين المسيحيين (الدستوري والعسكري)، ولكي يضمن بقاءه حياً في الحياة السياسية وليفك عزلته التي يعانيها جراء فتور علاقته مع حليفه الوحيد “حزب الله”.

رواند بو ضرغم- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة