تراجع التهافت على الايجارات في الجبل: 90% عادوا الى منازلهم!

تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة التوتر في الجنوب، ما أدى إلى زيادة المخاوف من اندلاع حرب شاملة، الأمر الذي أثار قلق سكان الضاحية الجنوبية وبيروت بصورة كبيرة، وفاقم حالة الخوف لديهم، ما دفع الكثيرين إلى البحث عن منازل للإيجار في مناطق الجبل، بغض النظر عن الأسعار، كوسيلة للحفاظ على حياتهم في حال تدهورت الأوضاع.

ومع التطورات العسكرية الأخيرة التي خففت من احتمالية الحرب، لوحظ أن وهج هذه الأزمة قد تراجع بعد أن بلغ ذروته. وتزامن ذلك مع تشكيل غرفة عمليات مشتركة من معظم الأطراف السياسية، ما أدى إلى خلو العديد من المنازل في الجبل من سكانها الذين ليسوا من أبناء المنطقة.

كما لوحظ أن أسعار الإيجارات انخفضت بصورة كبيرة بعد الارتفاع الذي شهدته في فترة التوتر الحادة.

90% عادوا الى منازلهم
وأكد كمال شيا، رئيس بلدية صوفر ورئيس اتحاد بلديات الجرد الأعلى – بحمدون لموقع “لبنان الكبير”، أن أكثر من 90% من الذين لجأوا الى مناطق الجبل، بما في ذلك صوفر والمناطق المحيطة، بعد شعورهم بالخطر الأمني في البداية، عادوا إلى منازلهم، لافتاً إلى تراجع كبير في نسبة النازحين من الجنوب والضاحية ومناطق بيروت، بحيث لم تعد الأعداد كما كانت في السابق.

وأوضح شيا أن الأوضاع تغيرت بصورة كبيرة، ففي الوقت الذي كان فيه الناس يحجزون بيوتاً للإيجار عبر خدمات مثل OMT من دون رؤيتها، نرى الآن عودة السكان إلى مناطقهم منذ نهاية آب الماضي.

ومع ذلك، أشار شيا إلى أن الناس في حال شعورها بوجود تصعيد في الأوضاع الأمنية، فإن ذلك لا يعني التراجع عن الاستعدادات المستمرة، مشدداً على أن أن خلية الأزمة التي تم تجهيزها منذ فترة جائحة كورونا لا تزال قائمة وتعمل بصورة ناشطة.

وقال: “إذا شعرنا بأي حركة أمنية معينة، فستعود خلية الأزمة الى التفاعل بصورة سريعة. لدينا خطة متكاملة لفتح المدارس وتوزيعها بحسب القرى، مع تأمين جهوزية المستوصفات والمحال التجارية التي تبيع المواد الغذائية”.

وتشمل الاستعدادات جميع بلديات المنطقة، التي تتألف من عشرين قرية، مع مركز عمليات الخلية في الاتحاد، بحسب شيا.

خلية الازمة باقية
أما رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، فأكد أن التهافت على المناطق الجبلية لم يكن كبيراً، ولكن الخوف كان أكبر، خصوصاً من الأهالي الذين لجأوا من الضاحية إلى جبل لبنان نتيجة القلق من أي تصعيد أمني محتمل. وأوضح أن خلية الأزمة في بلدية عاليه لا تزال قائمة، والاستعدادات لها كانت كبيرة.

وأشار مراد إلى أن لا أعداد كبيرة من نازحي الضاحية حالياً، اذ إن من استأجروا منازل قبل ذلك يكملون فترة الايجار، والأمور بدأت تعود إلى طبيعتها.

وفي ما يتعلق بأسعار الايجارات في المنطقة، لفت مراد إلى شائعات ترددت حول استغلال بعض المالكين لظروف الأزمة بغية رفع أسعار الشقق، لكن هذا الكلام غير صحيح عموماً، بحيث كانت الشقق في عاليه تحديداً مؤجرة في الأساس منذ بداية الموسم الصيفي.

عمر عبد الباقي- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة