خاص: في بلد “أصابيع البوبو يا خيار”.. هكذا يتعامى الإعلام عن جرائم “أولياء النعمة”!

من المُسلّم به أن الصحافي عندما يختار دخول عالم الإعلام.. مبدأ “الموضوعية” يكون في أوّل أولوياته.. والتاريخ يشهد على حوادث كثيرة لإعلاميين ومراسلين ومحررين صحافيين.. أجادوا الجمع بين الموضوعية وحرفية المهنة واحترامها بشكل أساسي..

ولكن حين يختار الصحافي امتهان “الصحافة الاستقصائية”.. يكون قد اختار أصعب وأكثر أنواع الصحافة شراسة وبناء عداوات.. لأنه – بالمبدأ – ترك التحيّز والمحاباة وحتى المجاملة جانباً.. واختار طريق الحق في مواجهة الفساد والفاسدين مهمن كانوا!!

في بلدنا الذي وصف يوماً بأرض العدل والحرية والديمقراطية.. نراه اليوم قد أصبح بلد “أصابيع البوبو يا خيار”.. وما حرب قناتي “الجديد” والـ”mtv” إلا برهان على ما نقوله..

فعلى سبيل المثال لا الحصر.. أطلّت الإعلامية غادة عيد عبر القناتين وقدّمت عبر “الجديد” برنامج “الفساد” وعبر الـmtv “بدّا ثورة” و “علم وخبر”..

وعلى وزن غادة نقيس الشهير “رياض قبيسي”.. وعلى إيقاع برنامج “تحت طائلة المسؤولية” عزف “رامي الأمين وليال بو موسى”.. ليغرّد خارج السرب ولكن ضمن نفس المعزوفة جاد بو غصن.. وصولاً إلى تأسيس نوع من الأكاديمية لتعليم فنون الصحافة الاستقصائية تجمع المذكورين السابقين..

فيما الـmtv سبحت بين أمواج برامج الترفيه.. إلا أنها لم توفر أزمة أو “خبطة” أو حتى “قنبلة إعلامية” إلا وكانت تفجّرها عبر “الأخبار المسائية”.. بعدما غادرها جو معلوف وقبله غادة عيد بخلافات وأزمات..

هذا السرد الطويل يحملنا إلى طرح سؤال: أين موضوعية الإعلامي حين تكون المؤسسة التي يعمل فيها متهمة بفضيحة كبرى وترفع لواء الشرف؟!.. أين صدقيته واحترامه بين المتلقين لما سيجود به مستقبلاً؟!.. أم هل باب الرزق “يسد حنك ويعمي عيني” الصحافي عن عيوب رب عمله؟!

معضلة نرفعها إلى الأسماء المذكوره أعلاه والتي لا تزال تعمل خصوصاً في “الجديد” رافعين راية فضح الآخرين .. فلماذا لا تتوجّه الأسئلة إلى “رب البيت وولديه؟!”.. لماذا لا نكون أمام مصارحة للشعب عمّن تسبب بعتمتهم طوال أيام وأشهر وما يزيد عن 4 أعوام؟!..

والأنكى – ليس دفاعاً عن جبران باسيل بل قد يستأهل الرجم – أن قبيسي يوجه السؤال إلى باسيل: “بتستحيش على حالك؟”.. وهل يجرؤ أن يقول لـ”ولي نعمته” المتهم وولديه بجريمة لا تُغتفر في قطاع الكهرباء.. مثلما قال لجبران: “بلا أخلاق بالمرّة إنت.. عديم الأخلاق”..(فيدو مرفق)

للأسف نكاد نجزم بأنّ قبيسي وأمثاله لا يجرأون على الطلب من “أرباب عملهم” الاعتذار من اللبنانيين والاعتراف بأنّهم ساهموا في أزمات البلد من الكهرباء.. إلى المصارف والدولار.. والاتصالات والدواء والطبابة وحتى سمسرات المدارس.. و”بالآخر كله بيطلع قديّس عند ربه”.. لذلك نختم مع عبارة جبران “ويل لأمة…”

https://x.com/i/status/1828794652084084996

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة