الاحتمالات كبيرة: “ماذا لو… في لبنان؟”

بعد نجاح سلسلة أفلامها “المنتقمون” قدمت عملاق القصص المصورة شركة “مارفل” مسلسلاً كرتونياً بعنوان “ماذا لو…؟”، ويعتمد نظرية الأكوان المتعددة، بحيث يتحدث عن أكوان مختلفة عن الكون الذي نعرفه وتغيّر فيها شيء واحد ويظهر لنا كيف أثر هذا التغيير على كل الكون.

الأمر مقتبس من نظريات فيزيائية كـ “نظرية الفراشة” أو “نظرية الفوضى” وغيرهما، وتقول النظرية الأولى باختصار أن رفرفة جناح فراشة قد يولد إعصاراً في زمن بعيد.

وأنتج العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تعالج هذه النظرية والنظريات المشابهة، مثل فيلم “صوت الرعد” عام 2005، الذي يتحدث عن مستقبل بعيد يعود به السياح الى الماضي لمشاهدة الديناصورات، الا أن أحدهم يقوم في احدى الرحلات بالدوس على فراشة عن طريق الخطأ فيغيّر المستقبل بأكمله.

بعد قراءة النظرية ومشاهدة الأعمال المقتبسة منها، يتساءل اللبناني نفسه: “ماذا لو… في لبنان؟”.

لعل أكثر التخيلات في هذه النظرية هو ماذا لو لم يتم اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ هل كان لبنان لينحدر إلى هذا المستوى اقتصادياً وعلى صعيد العلاقات العربية والدولية؟ هل كان بعض السياسيين الموجودين اليوم على الساحة سيظهر أصلاً؟

ماذا لو لم يدخل لبنان في اتفاق القاهرة عام 1969؟ هل كانت ستحصل الحرب الأهلية؟ هل كانت اسرائيل ستجتاح لبنان؟

ماذا لو لم يغّيب الامام السيد موسى الصدر؟

هل كان ليتأسس “حزب الله”؟

ماذا لو لم يتم اغتيال بشير الجميل؟ كيف كان شكل لبنان؟

ماذا لو ربح صدام حسين الحرب على ايران؟ بل ماذا لو استطاع الوقوف في وجه أميركا وصدها؟ كيف كان شكل المنطقة اليوم؟

وبالطبع السؤال الأبرز، ماذا لو لم تتأسس اسرائيل؟ كيف كان وضع لبنان والمنطقة؟

وبعدها يأتي سؤال ماذا لو ربحت مصر وجمال عبد الناصر الحرب؟

الاحتمالات كبيرة، ولا يمكن لأحد فعلياً معرفة كيف كانت الأمور ستتغير، إلا أنه يمكن التأكد من أمرين، لو لم توجد اسرائيل لكان سيخلق كيان شبيه بها، كونها تعتبر قاعدة عسكرية أميركية متقدمة في الشرق الأوسط. أما الأمر الثاني فهو أن حال لبنان كان أفضل لو أن رفيق الحريري لا يزال بيننا، على الأقل لم يكن ليدخل في عهد الحكم البرتقالي الذي دمر البلد، وأوصله إلى قعر جهنم، ولا يزال حتى اليوم مستمراً في نهجه التدميري، لدرجة أنه بدأ يدمر نفسه حتى، مع طرد واستقالة عدد من قيادييه.

وبالتأكيد لما كان لبنان يعيش العزلة التي يعيشها اليوم من الدول العربية والمجتمع الدولي، بحيث يبدو أنه متروك لقدره مهما كان هذا القدر.

هي نظرية جميلة، تدعو الخيال ليسرح ويمرح، وربما يكتب أحد ما في المستقبل قصة “ماذا لو؟” على الطريقة اللبنانية، وقد تترجم إلى برنامج تلفزيوني أو فيلم، وقد تتأكد نظرية الأكوان الموازية، ويتمكن عالم ما من اختراع بوابة عبور بين هذه العوالم، وعندها يشاهد اللبنانيون التغييرات في بلدهم بمجرد تغيير حدث واحد في تاريخه.

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة