إسرائيل تدّعي “إحباط” الهجوم.. والحزب يعتبرها إدعاءات فارغة: واشنطن كانت تعلم!
كشف مصدر استخباراتي غربي لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن الضربة الإسرائيلية في لبنان بالساعات الأولى من صباح الأحد، أحبطت هجوماً صاروخياً على تل أبيب كان على بعد دقائق. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأنّ وزير الدّفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أجرى ونظيره الأميركي لويد أوستن، تقييمًا هاتفيًّا لتطوّرات الوضع بين إسرائيل ولبنان. ونقلت عن غالانت قوله: “لقد نفّذنا ضربات دقيقة في لبنان، من أجل إحباط تهديد وشيك ضدّ مواطني إسرائيل. نتابع عن كثب التطوّرات في بيروت، ونحن عازمون على استخدام كلّ الوسائل المتاحة لنا من أجل الدّفاع عن مواطنينا”.
واشنطن كانت تعلم
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن كانت على علم بهذا الهجوم الانتقامي. وقال المسؤول المطلع، إن المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها خلال اليومين الماضيين كشفت أن حزب الله على وشك تنفيذ هجوم واسع النطاق على إسرائيل. فيما أكد مسؤول أميركي ثان أن بلاده تتابع عن كثب ما يحدث في المنطقة. وشدد على أن الولايات المتحدة أوضحت سابقاً أنها مستعدة للدفاع عن إسرائيل.
من جهة أخرى، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية، أن “الضربة الإسرائيلية في لبنان خلال الساعات الأولى من صباح الأحد، أحبطت هجوماً صاروخياً لحزب الله على إسرائيل قبل دقائق من وقوعه”. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن حزب الله كان يحضر لهجوم موجّه نحو منشآت استراتيجية وسط إسرائيل، وإن سلاح الجو أحبطه قبل ربع ساعة من انطلاقه. وأفادت صحيفة “يديعوت احرونوت” بأن “حزب الله كان ينوي ضرب هدف استراتيجي والحديث عن مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، وبما في ذلك استهداف مطار بن غوريون”. ونقلت عن مصدر أن “جميع منصات إطلاق الصواريخ دُمرت”.
واشنطن وتل أبيب
وفي سياق متصل، أكدت الولايات المتحدة أنها “ستواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات واسعة في جنوب لبنان لمنع “هجوم كبير” من قبل حزب الله. ونقلت “فرانس برس” عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت في بيان، إنه بتوجيه من الرئيس جو بايدن “يتواصل المسؤولون الأميركيون الكبار بشكل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين”، مضيفاً “سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسنواصل العمل للحفاظ على الاستقرار الاقليمي”. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن “وزير الدفاع لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي وأكد التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل”. وجاء في بيان للبنتاغون أن “أوستن تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لمناقشة الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات حزب الله اللبناني”. وأشار البيان إلى أن “أوستن أكد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات من إيران وشركائها ووكلائها في المنطقة”.
الدفاع والهجوم
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي عقد اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، إنه “في ساعات الفجر الأولى، رصدنا استعدادات من حزب الله لمهاجمة إسرائيل. بالتشاور مع وزير الأمن ورئيس الأركان، أصدرنا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بشكل استباقي لإزالة التهديد”. وتابع “منذ ذلك الحين، يعمل الجيش الإسرائيلي بقوة لإحباط التهديدات. لقد قام بتدمير آلاف الصواريخ التي كانت موجهة نحو شمال البلاد، كما يحبط تهديدات أخرى عديدة ويعمل بقوة كبيرة، سواء في الدفاع أو الهجوم”، وطالب الإسرائيليين بـ”الامتثال لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية”، وتابع “نحن مصممون على فعل كل شيء لحماية دولتنا، وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، والالتزام بمبدأ بسيط: من يعتدي علينا سنرد عليه”.
وقد أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتـس، اليوم الأحد، أن “إسرائيل لا ترغب في حرب شاملة وستتصرف وفقاً للتطورات على الأرض”. وقال، في تصريح له: “وجهنا ضربة استباقية على حزب الله، بينما كان يعد لشن هجوم واسع النطاق”. وخاطب كاتس وزراء الخارجية في جميع أنحاء العالم ودعاهم إلى دعم إسرائيل. وأشار كاتس إلى أن إسرائيل تصرفت بعد أن “حددت بوضوح هجوماً مخططاً له واسع النطاق، من قبل صواريخ حزب الله وطائراته المسيرة ضد أهداف في إسرائيل، ووجهت ضربة استباقية لوقف الهجوم”. وقال كاتس: “في هذا الوقت، من المهم أن تدعموا دولة إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها ضد محور الشر الإيراني ومنظماته الوكيلة وعلى رأسها حزب الله”.
زعيم “معسكر الدولة” الإسرائيلي بيني غانتس، أكد في تصريح “إنّنا جميعًا نقف يدًا واحدةً ضدّ حزب الله”، مشيرًا إلى أنّ “الحكومة والجيش الإسرائيلي يتمتّعان بدعم كامل وواسع ومطلق”. أما زعيم المعارضة الإسرائيليّة يائير لابيد، فقال في تصريح، “ندعم عمليّات الجيش الإسرائيلي في الشّمال”، مشدّدًا على أنّ “أيّ محاولة لمهاجمة إسرائيل ستواجَه بيد ثقيلة وبقدرات الجيش والجهاز الأمني”.
إدعاءات فارغة
صدر عن المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله، اليوم الأحد، “بيان رقم 3″، وجاء فيه: “بعون الله تعالى تم إطلاق جميع المسيرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها وعبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، وبالتالي، تكون عمليتنا العسكرية لهذا اليوم قد تمت وانجزت بحمد الله تعالى”. وأضاف البيان، “إن ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم المقاومة، هي إدعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان، وسيتم تفنيدها في خطاب للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله يحدد لاحقاً هذا اليوم”.
المدن