مطار القليعات… و“فيتو الحزب”!
تتعالى الأصوات الداعية الى تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينيه معوّض في القليعات، مع تزايد المخاوف من أن يكون مطار رفيق الحريري الدولي ضمن بنك الأهداف الاسرائيلية، في حال تواصل التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل وتحول الى حرب واسعة، تستهدف فيها الأخيرة أهم المرافق الحيوية للبلد، وعلى رأسها المطار، على غرار ما فعلت خلال حرب تموز 2006، ويتهم المسؤولون الداعمون لتشغيل مطار القليعات محور الممانعة بالوقوف في وجه تشغيله، على الرغم من جاهزيته على الصعيدين اللوجيستي والفني.
في هذا الاطار، أطلق المحامي مجد حرب، منتصف تموز الفائت، مبادرة لإحياء هذا المطلب تضع بين يدي السلطة التشريعية طرحاً لاقتراح قانون معجل مكرر لتأهيل المطارات العسكرية في القليعات وحامات ورياق وتحويلها الى مطارات مختلطة للخدمات العسكرية والمدنية معاً، لاستقبال الركاب والبضائع، على أن يدخل الإقتراح في إطار تشريع الضرورة القصوى، بالنظر الى الحاجة الملحة والسريعة له، لارتباطه بالسلامة العامة للبنانيين عند استعمالهم مطار رفيق الحريري للتنقل من وإلى لبنان. ولاقت مبادرة حرب تأييداً من حزبي “الكتائب” و”القوات اللبنانية”، كما من كتلتي “تجدد” و”الاعتدال الوطني” النيابيتين.
هذه الدعوات المتكررة من قوى المعارضة لتشغيل مطار القليعات تجدّدت خلال الأيام القليلة الماضية، وآخرها كان منشوراً لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على منصة “اكس” قال فيها: “هل يستطيع أحد أن يفسِّر لي لماذا لا تبادر الحكومة الى تشغيل مطار القليعات، خصوصاً أن بناه التحية متوافرة بشكل كامل تقريباً، ولا يلزمه إلا بعض التجهيزات التقنية، وخصوصاً أيضاً أن القاصي يعلم كما الداني بأن مطار بيروت معرّض للمخاطر والمحاذير، وخصوصاً أيضاً وأيضاً أن الحكومات الموجودة موجودة لتسيير أمور المواطنين”.
وهنا السؤال، هل مطار القليعات جاهز فعلاً لإعادة التشغيل؟
رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل النيابية النائب سجيع عطية أشار في حديث إذاعي إلى أن “لا مشكلات لوجيستية وفنية تحول دون تشغيل مطار القليعات”، موضحاً أن “الملف جاهز ومكتمل على طاولة وزير الأشغال وأن الهواجس لدى الفريق السياسي الممانع تحول دون العمل على تنفيذه، والحرب القائمة تشكّل عنصراً ضاغطاً اضافياً باتجاه تشغيل هذا المطار، وهو مطلب وطني ومن متطلبات الأمن القومي”. ورأى أن “الوقت حان للقيام بانتفاضة اقتصادية وانمائية بالشراكة مع الجميع”.
مع العلم أن الحكومة قررت في العام 2012، وكانت آنذاك برئاسة نجيب ميقاتي، استعادة المطار من القوات الجوية في الجيش اللبناني، وتوسعته ليشمل منطقة حرة بمساحة 500 متر مربع، بالاضافة إلى تجهيزه لاستقبال الأفراد والبضائع، وشملت القرارات ربط المطار بطرابلس والشمال بسكك حديدية. ولكن كل هذه القرارات بقيت حبراً على ورق.
النائب وليد البعريني شدد في حديث لموقع “لبنان الكبير” على وجوب أن يكون تشغيل مطار القليعات أولوية سواء في الحرب أو السلم، معتبراً أن غياب القرار السياسي حال دون تشغيل المطار حتى الآن. ورجّح أن يتم العمل بخصوص المطار بعد توقف الحرب الدائرة في الجنوب، مع عدم استبعاد إحتمالية صدور قرار حكومي في هذا الشأن قريباً خصوصاً أن كل ما يحتاج اليه الأمر هو “شخطة قلم”.
وأكد أن كتلة “الاعتدال الوطني” ستضغط وتصعّد حال عودة الهدوء والاستقرار في البلد باتجاه فتح مطار القليعات وحتى لو اضطرّها الأمر للنزول إلى الشارع وتسمية الأطراف السياسية الممانعة لفتح المطار، الذي سيكون لكل اللبنانيين بعيداً عن أي حساسيات طائفية ومناطقية. كما أن تكلفة إعادة تأهيل المطار ليست مرتفعة ليتحول الى مطار نموذجي.
أما عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب نزيه متى فأشار في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى إضاعة الدولة اللبنانية عدة فرص كانت سانحة لتحويل مطار القليعات الى مطار مدني منذ القرار الحكومي في 2012، لافتاً الى عدم رغبة “محور الممانعة”، المسيطر على مرافق الدولة الحيوية، في وجود مطار ثانٍ قد لا يكون تحت سيطرته المباشرة.
وقال: “على الرغم من صغر مساحة لبنان، من الواجب أن يحظى بمطار آخر يساهم في انتعاش المنطقة، ومن جهة أخرى آن الأوان كي تتحرر مرافق الدولة البحرية والبرية والجوية من سيطرة حزب الله”.
هل تتخذ الحكومة إجراءات تنفيذية بخصوص مطار القليعات؟
مصادر مقربة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كشفت لـ”لبنان الكبير” أن هذا الأمر وارد والرئيس ميقاتي أشار إلى حيوية هذا المرفق وتبقى الأمور اللوجيستية والتفاصيل العملانية للتشغيل لوضعها حيز التنفيذ، وبالتالي البحث فيه وارد من دون تأكيد ذلك كون الأمر يحتاج الى عدد من التفاصيل الأخرى.
لبنان الكبير