جنبلاط أنّب حمادة… ماذا دار في الكواليس؟

انعكس قرار حزب الله الرافض استقبال أيّ مبعوث يحمل رسالة تهديد أو وعيد أو تحذير جموداً في حركة الاتصالات. وفي ظل تأكيد الحزب على أن الرد على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، في 30 تموز الماضي، «حتمي»، يتعرّض لبنان منذ نحو أسبوع لحملة تهويل ضخمة تقودها جهات غربية، أوروبية تحديداً، علماً أن مصادر دبلوماسية في بيروت ونيويورك أكّدت أن التقييم حتى الآن هو أن «واشنطن غير متحمّسة لخيار حرب كبيرة». لكنّ المصادر استبعدت عودة الهدوء في غزة ولبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.ونقلت شخصيات سياسية لبنانية أن دبلوماسيين بريطانييين وألماناً ناقشوا معها الأوضاع على الجبهة اللبنانية من زاوية مختلفة عن السابق، إذ إن هؤلاء لم يعودوا ينقلون تهديدات إسرائيلية مباشرة. لكنهم يعمدون إلى صياغة التهديد نفسه بطريقة مختلفة، كالقول إن «إسرائيل لا يمكنها تحمّل الوضع الحالي مع لبنان»، وإنها «حاولت التوسط عبر دول عربية وغربية والأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق. ولكن، إزاء رفض حزب الله الأمر، فإنها تجد نفسها معنية بمعالجة المشكلة بنفسها، والذهاب بالتصعيد نحو المواجهة الكبيرة»، محذّرين من أن «لبنان يعرّض نفسه لحرب مدمّرة» ستكون إسرائيل «شديدة القسوة فيها»، في محاولة لثني الحزب عن الرد، أو جعله دون المستوى الذي يزعج العدو الإسرائيلي.

ومع «تسكير» الحزب، لجأت هذه الجهات إلى القوى السياسية المحلية المعادية لحزب الله، والتي تتصرف كشريكة في الحملة الهادفة إلى التأليب على المقاومة، واستغلال تأخر الرد على اغتيال شكر لإشاعة أجواء بأن حزب الله ضعيف وخائف من المواجهة مع إسرائيل، حتى ليبدو وكأن في لبنان من لم يتعلم من درس عام 2006، عندما راهن قسم من اللبنانيين، بقيادة فريق 14 آذار في حينه، على «سحق» إسرائيل للمقاومة.

وفي هذا السياق، جاء كلام النائب مروان حمادة في مقابلة تلفزيونية أول من أمس عن نشوب الحرب «خلال ساعات»، قبل أن يشيع في معرض توضيحاته المعلنة وغير المعلنة، بأن كلامه كان استنتاجاً بعد عشاء جمعه والنائب السابق وليد جنبلاط مع السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، ما أوحى بأن مصدر معلوماته هو السفير نفسه، علماً أن أوساط السفارة الفرنسية نفت أن يكون أيّ من العاملين فيها قد تطرّق إلى الوضع على الجبهة اللبنانية من زاوية أن الحرب واقعة حتماً.

وعلمت «الأخبار» أن حمادة تعرّض فور انتهاء الحلقة التلفزيونية لتأنيب من جنبلاط الذي طلب منه إصدار توضيح والتراجع عن كلامه، وهو ما حصل، إذ أعلن أنه بنى معلوماته على «وقائع وحقائق مقلقة حصلت خلال الـ48 ساعة الماضية» وأن ما قاله مجرد «تحليل صحافي»، علماً أن حمادة كان قد أكّد وراء كواليس الحلقة التلفزيونية أنه استقى هذه المعلومات من دبلوماسيين فرنسيين.

مقالات ذات صلة