“الاعتدال” والمستقيلون من “التيار”… بيضة القبان؟

بينما يستمر الفراغ في سدّة الرئاسة، ومجلس النواب متوقف عن التشريع إلا بحسب القطعة تحت حجة أن التشريع لا يجوز في غياب رئيس للجمهورية، وفي ظل إنشغال البلاد والمنطقة بالسعي الى عدم توسعة دائرة الحرب بين إسرائيل ومحور الممانعة، يبدو أن بيضة قبّان جديدة في الرئاسة سيكشف عنها في الأيام المقبلة.

في الأسابيع الماضية، ظهرت المشكلة الداخلية في “التيار الوطني الحرّ” المتفاقمة منذ حوالي ستة أشهر، والتي حاول التيار إخفاءها عن الاعلام كثيراً من دون جدوى، وما إن أعلن رئيس التيار جبران باسيل إقالة إبن أخت الرئيس ميشال عون، النائب آلان عون والنائب إلياس بو صعب، وما تبعه من إستقالة النائب سيمون أبي رميا، حتى اتجهت الأنظار الى ما بعد هذه الخطوة.

المؤكد أن هؤلاء النواب الى جانب قياديين تياريين سابقين سيشكلون حركة ملتزمة بمبادئ التيار ولكن من دون صهر الرئيس جبران، هذا ما علمه الاعلام، الا أن الأهم يبقى ما كشفه موقع “لبنان الكبير” من مصادر نيابية مطلعة، عن أن هناك تواصلاً بين تكتل “الإعتدال الوطني” والنواب الذين إستقالوا أو جرت إقالتهم من التيار، وهذا التواصل تُرجم بإجتماعات بعيدة عن الاعلام، وعبر إتصالات هاتفية، بهدف تشكيل كتلة وطنية معتدلة ستضم مسيحيين ومسلمين تحت قبة البرلمان.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر من “الاعتدال الوطني” في حديث عبر “لبنان الكبير” الى أن “العمل يجري مع هؤلاء النواب من أجل التوحد والقيام بتوأمة بيننا، كمبادرات لنحصل على عدد أصوات أكبر في المجلس، وسيكون هناك تعاون مع الاشتراكيين وبعض المستقلين، وبالتالي سنحاول تعزيز الوسطية من خلال التلاقي على خطوط عريضة، وسيكون توجهنا واحداً”، مؤكدةً أن “اللقاء الرسمي مع النواب المستقيلين ومن تمت إقالتهم لم يحصل بعد، ولكن تحت الطاولة تحدث هذه الاجتماعات، وعبر بعض الوسطاء الذين يلعبون هذا الدور من داخل تكتلنا من جهة، ولديهم من جهة أخرى”.

ورجحت المصادر أن يزور النائب بو صعب الشمال السبت المقبل، لافتةً الى “أننا سنكثف اللقاءات والمشاورات مع بقية الكتل بدءاً من بداية الشهر المقبل، وسنستهلها من عين التينة لدى الرئيس نبيه بري”.

وأكدت أوساط مقربة من الذين خرجوا من التيار مؤخراً، لـ “لبنان الكبير” أن “معلومة العمل على تشكيل كتلة جديدة الى جانب الاعتدال صحيحة والتواصل مستمر بين الجانبين، والجهتان تعملان على مسعى لتشكيل كتلة معتدلة، وستفاجئ الجميع لأنها قد تكون كتلة تُسكر بيضة القبّان في أكثر من مسألة وإستحقاق وأزمة، وستضم مسيحيين ومسلمين”.

وأوضحت الأوساط أن “الاعتدال والنواب الذين خرجوا من التيار يعملون على الإتفاق على خطة وطنية وإستراتيجية معينة، ومبادئ معينة والاتهام بأن مؤامرة تُحبك وأن البعض دفع لهؤلاء النواب من أجل الإنضمام الى الإعتدال دلالة على الإفلاس السياسي المنتشر الذي لا يفيد”.

وحول إمكان سيرهم بخيار الثنائي الشيعي وإنتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، علقت الأوساط بالقول: “من المُبكر الحديث عن ذلك، فهو غير محسوم إطلاقاً، وسنقوم بخيارات تتناسب مع مبادئهم وقناعاتهم الوطنية في مختلف الإستحقاقات”.

الأنظار متجهة الى ما ستحمله الأيام المقبلة من مبادرات ستفاجئ الجميع، فبعد الذيت غادروا التيار من التالي الذي سينضم الى هذه الكتلة المعتدلة في حال نجحوا في تشكيلها؟ ومتى سيُعلن عنها، وهل ستكون بيضة القبّان وتحل الأزمة الرئاسية المقبلة؟ كل هذا يبقى برسم القرارات التي سيتخذها المعنيون في حال نجحوا في التوّحد وتشكيل هذه الكتلة.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة