“التيار الوطني الحرّ” يودّع مؤسسيه الأصيلين… وباسيل يؤخر إستقالات المنسقين والقياديين
بينما يودّع “التيار الوطني الحرّ” مؤسسيه الأصيلين الذين ناضلوا كل السنوات الماضية تجاهه، كانت الخطوة الاستباقية التي قام بها رئيس التيار جبران باسيل بإسقاط عضوية النائب إبراهيم كنعان من المجلس السياسي فقط محط أنظار الكثيرين، خصوصاً أنها جاءت بعد إعلان كنعان عن عقد مؤتمر صحافي ظهر أمس، ولكن خوف باسيل جعله يتقدم خطوة عنه كي لا يكون مصير كنعان مثل النائب سيمون أبي رميا التي خطفت استقالته الأنظار طيلة الأسبوع الماضي بعد فصل النائب آلان عون قبل ما يقارب الأسبوعين.
وأشارت معطيات “لبنان الكبير” في وقت سابق الى أن النائب كنعان لن يعلن إستقالته في المؤتمر الذي عقد أمس، وبدلاً من الاستقالة كبقية زملائه حاول لمّ شمل التيار، وذكرنا بأبو ملحم الذي كان يشتهر بلم شمل المتخاصمين، طارحاً مبادرة ودعوة الى حوار جدي وعميق يجمع بين الأصول والقواعد الحزبية من جهة، والتضامن والوحدة من جهة ثانية، وتتضمن التراجع عن كل المواقف والقرارات المسبقة من فصل وإستقالات وإحالات مسلكية، وإعطاء هذه المبادرة مهلة أسبوع لحل كل المشكلات الحاصلة.
وأوضح أنه “يتوجب عودة الجميع إلى المؤسسة الحزبية والمشاركة في اجتماعاتها، وعقد خلوة للتكتل النيابي تضع الخطوط العريضة للأولويات السياسية والوطنية في المرحلة المقبلة كما اعتدنا منذ نشأتنا”.
ولم يكد ينتهي مؤتمر كنعان، حتى جاءه الردّ من اللجنة المركزية للاعلام والتواصل في التيار، التي إستغربت لجوءه الى مؤتمر صحافي للحديث عن شؤون الحزب الداخلية، معتبرة أنه “كان من الأجدى به أن يقوم حرصاً على التيار بأي مسعى جدي بشأن لم الشمل داخل أروقة التيار المفتوحة للنقاش وليس بحركة إستعراضية في الاعلام”. وأشارت الى أن “كنعان كان لا يجب أن يكون محركاً لحالة سياسية خارجة عن النظام والأصول”.
كل هذا الأخذ والردّ يطرح الكثير من التساؤلات، خصوصاً وأن كنعان لا يزال عضواً في التيار حتى هذه اللحظة، وبعد هذا الجواب الصاعق والسريع الذي وصل اليه، وكأن التيار غير مهتم ببقائه أو خروجه منه، ما الخطوة التالية له؟ وهل باتت إستقالته جاهزة؟
وفق المعطيات التي حصل عليها “لبنان الكبير” من مصادر مطلعة على الخلافات الداخلية في التيار، أن “التيار اذا لم يتلقف مبادرة كنعان، فسيكون الأخير أمام خيار الخروج منه، اذ حاول بالأمس القيام بصلحة بين باسيل وأبي رميا وعون وبو صعب بعدما فشل في ذلك في القنوات الداخلية في التيار، وحاول تجييش هذا الموضوع في الرأي العام عله ينجح في لمّ الشمل ولكن ردّ التيار يشير الى أن هذه المبادرة لن تنجح، وبالتالي المؤكد أن كنعان سيتجه الى الاستقالة”، مشيرةً الى أن “كنعان الى جانب من خرج وجرى فصله من التيار سيشكلون تكتلاً وجبهة نيابية جديدة وسيعلنون عنها في المرحلة المقبلة، وفيما بعد سيؤسسون تياراً أو حزباً تصحيحياً”.
وكشفت المصادر أن “هناك عدداً كبيراً جداً من المنسقين في التيار والمناطق وقياديين تقدموا بإستقالاتهم خلال الأسبوعين الماضيين، والتيار الوطني الحر عاود التواصل مع كل فرد أعلن إستقالته مؤخراً، ويبحث معهم في إمكان العودة عنها، والتيار نفسه لم يوافق مباشرةً على هذه الاستقالة”.
وأكدت المصادر أن “النواب الذين خرجوا من التيار في تريث تام في هذه المرحلة، بإنتظار إعلان إستقالة كنعان وبعدما يتم الإفصاح عن كل من قدم إستقالته من التيار، وهؤلاء النواب يتوقعون حملة مضادة سيقودها التيار حيالهم، ولكن كل ملف سيجري فتحه سيكون أمامه ردّ أكبر”.
في المقابل، إنتقدت أوساط كانت في السابق ضمن التيار عبر “لبنان الكبير” المؤتمر الصحافي لكنعان، معتبرةً أنه “كان من الأفضل بدلاً من لمّ الشمل هذا، أن يعلن إستقالته من تيار كهذا، مارس كل أنواع الضغوط على كوادر ومناضلين حقيقيين قبل وجود باسيل نفسه فيه”.
يبدو أن أزمة التيار الداخلية لن تنتهي هنا وسيكون للحديث تتمة وستظهر كل هذه المشكلات جلياً في المرحلة المقبلة، وتحديداً بعد إستقالة كنعان المنتظرة، وفي هذه الحالة سيبقى باسيل وحده في التيار الى جانب من يقدم له فروض الطاعة والولاء.
لبنان الكبير