ترقب كبير في الساعات المقبلة: ردّ المحور “توب سيكرت”
“لا نطلب الإذن من أحد للردّ على إسرائيل”، هذا ما أعلنته الخارجية الايرانية أمس، بعد قرابة أسبوعين على عملية إغتيال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية في عمق طهران من جهة، والرعيل الأول لـ”حزب الله” فؤاد شكر من جهة ثانية.
ومن يقراً ما يحصل من أحداث في الساعات الماضية يرى أن الأوضاع ربما تنحدر نحو السلبية أكثر من الايجابية خصوصاً في ظل التخوّف من أن تقوم إسرائيل بهجمة إستباقية بإتجاه لبنان من جهة أو ايران من جهة أخرى، مع العلم أن البيت الأبيض كان أعلن في وقت سابق عن تقديرات بأن هجوم إيران أو وكلائها سيكون خلال هذا الأسبوع. ويبقى موعد هذا الردّ مجهولاً وسط ترقب كبير في الساعات المقبلة، في حين تبدأ المفاوضات بين اسرائيل و”حماس” الخميس المقبل للتوصل الى وقف إطلاق النار في غزة، ما ينعكس على الجبهة الجنوبية المشتعلة منذ ما يقارب الـ330 يوماً.
كل ذلك، يطرح عدّة تساؤلات حيال هذا الردّ وطبيعته وحجمه من جهة، وتنفيذ إسرائيل أي ردّ إستباقي على محور الممانعة من جهة أخرى.
جابر: لا هجوم إستباقياً
في هذا السياق، رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد هشام جابر في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “إسرائيل لن تقوم بأي هجوم إستباقي، خصوصاً أنها تريد السترة وهي تنتظر الردّ الايراني، فلماذا تلجأ الى ردّ إستباقي يساهم في توتر الأوضاع؟ لا مصلحة في ذلك اطلاقاً لأن هذا الردّ يعني فتح الجبهة الواسعة”.
وأشار الى أن “الردّ سيحصل ولا علاقة له بالمفاوضات التي ستعقد الخميس المقبل، فهي مستقلة تماماً، ولا أحد يعلم متى سيحين موعد الردّ، لأنه توب سيكرت بين الايرانيين وحزب الله، ولم يبلغوه لأحد كي لا يجري تسريبه، إنما الضربة لن تكون شاملة، وستكون محدودة على أهداف عسكرية وتحت سقف أن تعتبره إسرائيل فتح المواجهة الواسعة”.
قهوجي: التهديد لا يعني توجيه ضربة
وأوضح الباحث والكاتب في شؤون الأمن والدفاع رياض قهوجي عبر “لبنان الكبير” أن “حالة الترقب سائدة منذ إعلان ايران والحزب نيتهما بالرد، وهي تسير على جهتي الجبهة: فالطرف الاسرائيلي يترقب الرد في حين الحزب وايران يحسبان حساب رد إسرائيل على رد كل منهما”، معتبراً أن “الرد الاستباقي ممكن ولكنه لن يكون كافياً لمنع رد الحزب وايران. فلا سيناريو لضربة استباقية تقضي على قدرات الحزب وايران كافة بشكل لا يعودان قادرين على الرد. واسرائيل مستمرة في ضرباتها اليومية والاغتيالات ضد الحزب بغض النظر عن رده”.
ولفت قهوجي الى أن “الطرف الايراني يهدد يومياً ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيوجه ضربة في نهاية المطاف، فهو يريد تحقيق أهداف سياسية والتهديد هو وسيلة لتحقيق ذلك”.
صخر: الردّ لحفظ ماء الوجه
وأكد العميد المتقاعد يعرب صخر عبر “لبنان الكبير” أن “ردّ إيران سيكون لحفظ ماء الوجه، وأميركا مدركة أن بنيامين نتنياهو لا ينتظر ردّ إيران بل سيقوم بردّ إستباقي، وهذه الحشود الأميركية الموجودة أتت للجم نتنياهو قبل أن تلجم إيران وأذرعها”، مشيراً الى أن “أميركا، إسرائيل وإيران وصلت الى مرحلة أن المنطقة بلغت منعطفاً ليس سهلاً، وبات كل طرف ملزماً بمواقفه، اذ لا بد لايران من أن ترد، واسرائيل لا بد لها من أن تردّ على الردّ، وخوف الردّ على الردّ أن يكون إستباقياً وبالتالي أميركا ملزمة لأن هناك استراتيجية أميركية في المنطقة أن لا تتوسع الجبهات بسبب وجود اعتبارات أميركية لأنها منهمكة بالانتخابات الرئاسية”.
واعتبر أن “الموقف الأميركي بدأ يضعف رويداً رويداً، والمئة يوم ما قبل الانتخابات الرئاسية فترة فراغ استراتيجي في أميركا، واليمين المتشدد في اسرائيل هو الوحيد الذي يريد توسعة الحرب لأن قواعد الاشتباك هم من غيّروها من جهة، ولأن هناك خريطة جديدة للشرق الأوسط تريد اسرائيل أن تكون هي المقرر الأول والأساسي فيها من جهة ثانية”.
وعن الوصول الى شرق أوسط جديد، قال صخر: “الشرق الأوسط يرسم خرائطه بنفسه نتيجة الأحداث”.
من الواضح، أن الردّ بات لا مفر منه، بغض النظر عن توقيته وطبيعته وما سينتج عنه من ردّ على الردّ من الجانب الاسرائيلي، وبالتالي بات الجميع بإنتظار أن تقع الواقعة.
لبنان الكبير