تخوّف إسرائيلي من هجوم لـ”قوة الرضوان”: هل يخترق مقاتلو الحزب إلى داخل “المنطقة الإسرائيليّة”؟”

على سيرتها الدائمة، استمرت المواجهات العسكريّة بوتيرتها التصاعديّة بين حزب الله والجانب الإسرائيليّ، حتّى فجر اليوم الإثنين، 12 آب الجاري. إذ أعلن الحزب عند الثانية فجرًا، قصف المقرّ المستحدث لقيادة الفرقة 146 في “غعتون” بصلياتٍ من صواريخ الكاتيوشا، فيما قالت بلدية نهريا في بيانٍ إنّه وفي أعقاب الإنذار الذي تمّ سماعه في المدينة، أفاد الجيش الإسرائيليّ بأنّه رصد عدد من الاعتراضات وسقوط القذائف “في مناطقٍ مفتوحة شمال وشرق المدينة، ولم يتمّ رصد أي سقوط قذائف في مناطق المدينة”، فيما أُفيد عن اندلاع حرائق في منطقة مفتوحة في الجليل الغربي جراء إطلاق نار باتجاه نهريا ومحيطها. ليعلن الجيش الإسرائيليّ بعدها بوقتٍ قليل أنّه رصد نحو 30 إطلاقًا عبر من الأراضي اللّبنانيّة إلى منطقة الكابري، ورصد سقوط القذائف في مناطقٍ مفتوحة، من دون سقوط ضحايا.

الغارات والقصف
ويأتي هجوم حزب الله، ردًّا على الغارة الإسرائيليّة على بلدة معروب بجنوب لبنان، الّتي أدّت في حصيلتها إلى جرح 12 شخصًا من بينهم 11 من الجنسيّة السّوريّة ومواطن لبنانيّ. بينهما حالتين حرجتين لطفلة (5 أشهر) وامرأة، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.

وأُصيب صباح اليوم، 3 أشخاص بجروح في غارة إسرائيليّة على كفركلا، مع تجدّد القصف الإسرائيليّ تجاه موقع وبلدات عديدة في جنوب لبنان بينها رامية وعيتا الشعب وشيحين.

وفي المقابل، أعلن حزب الله استهداف موقع “المطلة” وتدمير التجهيزات التجسسية فيه، بصاروخين مضادين للدروع.

وأوردت التقارير، أن 5 قذائف أطلقت نحو بلدة كفرشوبا ومثلها على بلدة رامية و4 قذائف استهدفت بلدة عيتا الشعب مصدرها دبابة ميركافا معادية متمركزة في أحد المواقع العسكرية الإسرائيليّة المقابلة.. كما واستهدفت طائرة مسيّرة صباح اليوم بلدة برج الملوك بالقرب من متنزه ميمارولا بصاروخ.

التسلل البريّ إلى مستوطنات الشمال
وقالت الإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة، صباح اليوم، أن حزب الله نقل رسالة عبر مسؤولين أجانب أنه مصمم على الرد على اغتيال فؤاد شكر، ولكنه غير معني في الوقت نفسه بتصعيدٍ يؤدي إلى حرب شاملة.

هذا في وقتٍ أعلن فيه قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ، تومير بار، اليوم، عن قراره في تعليق سفر الطيارين في الخدمة الدائمة إلى خارج إسرائيل. وذلك في أعقاب تقييم للوضع، وترقب إسرائيل هجومين من جانب إيران وحزب الله.

ووفقًا للمراسل العسكريّ لموقع “والا” الإسرائيليّ، أفاد ضباط إسرائيليون في “قيادة المنطقة الشماليّة” من أن تهديد التسلل البريّ إلى مستوطنات الحدود الشمالية ما زال قائمًا. وقال: “أفاد هؤلاء الضباط بأن قوة الرضوان التابعة لحزب الله ما زالت قادرة على تنفيذ هجوم منظم على الحدود، بما في ذلك التسلل إلى أي مستوطنة أو موقع”. وأشار الضباط، إلى أن “حزب الله لم ينفذ ذلك حتى الآن لأنه اختار عدم القيام بذلك. ولكن من يظن أن حزب الله لا يتدرب على اختراق مقاتليه إلى داخل “المنطقة الإسرائيليّة” فهو مخطئ ووهميّ”.

وتابعوا بالقول: “يجب أن يكون هناك فرضية عمل عند الجميع بأن حزب الله قادر على إدخال قواته وزرع علمه في أي مستوطنة أو موقع للجيش عند الحدود، وإحراق عدة مبانٍ. مثل هذه العملية يمكن أن تؤثر على المنطقة بأكملها وتزرع الرعب في قلوب الإسرائيليين”. وأضاف هؤلاء الضباط أن “الشهر الأخير أظهر أن حزب الله يواصل تشغيل راصدين وقوة أمامية من الرضوان في منطقة الحدود، بهدف الاستعداد لمواصلة القتال مع الجيش “الإسرائيليّ”.

غواصة صاروخيّة موجهة
في سياقٍ متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع لويد أوستن، أمر بإرسال غواصة صاروخية موجهة إلى الشرق الأوسط وتسريع وصول مجموعة حاملة الطائرات إبراهام لينكولن إلى المنطقة، وذلك وسط تزايد التوتر بين إسرائيل وإيران. وجاء هذا الإعلان بعد محادثة هاتفية بين أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، حيث ناقشا الجهود المبذولة لردع إيران وحزب الله اللبناني وحلفائهما. وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بأن غالانت أبلغ أوستن أن التحضيرات العسكرية الإيرانية تشير إلى نية طهران شن هجوم كبير على إسرائيل.

وأكدّ أوستن في بيان وزارة الدفاع الأميركيّة التزام الولايات المتحدة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن إسرائيل، مشيرًا إلى تعزيز القوات الأميركية في الشرق الأوسط. وأشار البيان إلى أن الغواصة “يو إس إس جورجيا”، التي تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ كروز، كانت قد أنهت تدريباتها في البحر الأبيض المتوسط، وتم إصدار أوامر لها بالتوجه إلى مياه الشرق الأوسط.

ووفقًا لشبكة “سي أن أن”، فإن الكشف عن تحركات الغواصة يمثل رسالة واضحة لردع إيران وحلفائها عن شنّ أي هجوم واسع النطاق على إسرائيل. كما ذكرت الشبكة أن مجموعة لينكولن تتألف من حاملة طائرات مزودة بطائرات إف-35 سي وعدة مدمرات، مع وجود حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت” ومجموعة “يو إس إس واسب” البرمائية الجاهزة بالفعل في المنطقة.

من جهة ثانية، أكّدت شركتا “إير فرانس” و”ترانسافيا” لوكالة فرانس برس الاثنين، تمديد تعليق رحلاتهما الجوية إلى بيروت حتى الأربعاء 14 آب ضمنًا، بسبب الوضع الجيوسياسي في لبنان. وجاء في بيان لشركة “إير فرانس” أن استئناف العمليات، المتوقفة منذ 29 تموز بسبب “الوضع الأمني في لبنان”، سيكون “موضع تقييم جديد للوضع” محلياً.

المدن

مقالات ذات صلة