خاص: لا مكان للشماتة أو التناحر.. في زمن العدوان مُدَّ يدك ثم حاسب!!

من يزور الضاحية يتأكد وخصوصاً ليلاً بعدما كان “أوتوستراد السيد هادي” ومنطقة المشرفية تعج وتضج بالروّاد والمقاهي.. أصبح الخوف “سيد الموقف” أو الكلمة الأصح “مدينة أشباح” غادرها أهلها على إيقاع “قرع طبول الرد”..

وما بين جنوبي نزح إلى الضاحية لدى قريب أو نسيب.. أو حتى عاد إلى منزله بعيداً عن الجنوب المهدّد بأمنه وحياة أهله.. عاد مرّة أخرى إلى النزوح صوب “القسم الشرقي من العاصمة”.. أو ناحية الشمال وجبل لبنان ولاسيما الشوف وعاليه…

وهنا وقع الشرخ للأسف.. فما بين وعي درزي قاده “بيك المختارة” وليد جنبلاط.. وتشريع الصدر قبل باب الدار.. للإخوة في الوطن النازحين من ديارهم بسبب عدوان مُرتقب..
وبين ألسنة استعرت وسيوف شُحذت وأنياب برزت غير ضاحكة للنهش.. ناهيك عن استغلال ما بعده استغلال وارتفاع أسعار إيجارات إلى حد الجنون..

كل هذا في كفّة واندلاع الصراع عبر وسائل التواصل في كفّة ثانية.. فراحت عبارات الشماتة والإسفاف والتذكير بما بعد “7 أيار”.. وانتقال سلاح المقاومة إلى وجه الأخ بدل العدو.. وبين مؤثّري البيئة الشيعية الذين “فلت ملقهم” وراحوا يشتمون ويندّدون بكل من يرفض تأجير أو إسكان “أهلنا النازحين من الضاحية أو الجنوب”..

وبين هذا وذاك هناك واقع لا بُدَّ للأسف من التسليط الضوء عليه.. قبل “7 أيار” كان الشعب كل الشعب في ظهر المقاومة.. وكم كانت عظيمة ولحظة مجيدة حين قال الأمين العام “أنظروا إليها تحترق”.. 25 أيار عهد الاندحار.. وبطولات حزب تموز 2006.. وما إلى هنالك..

لكن للأسف نكررها بعد “7 أيار 2008” اختلف الحديث وتبدّلت الملامح والصور.. أصبح الخوف من الأخ في الداخل على المسار والمصير.. حتى في أبسط الأمور أنشطر البلد إلى “هم وأنتم ونحن”.. وارتفعت المتاريس واستلت السيوف من أغمادها..

ونتيجة لذلك قد لا نلوم الخايفين من التمدد الشيعي إلى مناطقهم.. ولكن في نفس الوقت نؤكد أنّه في زمن الحرب لا مكان للطوائف والانتماءات والمناطقية.. بل كلنا لبنانيون في وجه عدو واحد.. ولمَنْ يقول بأنّ “حزب الله” استجلب الحرب إلينا نقول: دع الأسباب والمسببين إلى ما بعد انتهاء الأزمة.. فالزمن اليوم زمن إنسانية وليس زمن حساب”..

يرد علينا آخر بأنّ رفض مد يد العون.. وإسكان الشيعي النازح في المناطق غير الشيعية.. سببه الأساسي هو الخوف من امتداد قصف المسيرات إلى تلك المناطق.. وبدل أنْ يكون العدوان حصراً على الضاحية.. يتمدّد إلى كل البلد فيسقط المسيحي والسني والدرزي.. نكرر ما قلناه “الزمن زمن إنسانية.. ومن سيموت يكون قدره وساعته حانت ولو كان في بروج مشيّدة”.. فلا عذر ولا أعذار وبعد انقشاع الغيمة السوداء “لكل حادث حديث”..لمن يريد ان يحاسب..

حزب الله يكاد ينهي استعداداته
خاص CheckLebanon

مقالات ذات صلة