المواجهة الميدانية تشتد… وتخوّف من الـ 24 ساعة المقبلة

صحيح أن ردّ محور الممانعة لم يأتِ بعد على إغتيال كل من الرعيل الأول لـ “حزب الله” فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لـ “حماس” إسماعيل هنية، وطال إنتظاره كثيراً وسط كلام عن وساطات تُبحث في السرّ والعلن لضبط الرد خشية توسعة الحرب، خصوصاً في ظل إستئناف المفاوضات المتعلقة بغزة الخميس المقبل على الرغم من عدم وجود أي اشارة من “حماس” تؤكد موافقتها على المشاركة فيها، لكن من الواضح أن هذا الرّد لا مفر منه، بغض النظر عن طبيعته وحجمه والرسالة التي ستنتج عنه للكيان الاسرائيلي، وهذا ما بدأ يظهر جلياً في الساعات الماضية وتحديداً في ظل إشتداد المواجهة الميدانية في الجنوب، وتوسيع نطاق العمليات العسكرية، بعد إستهداف الجيش الاسرائيلي قبل يومين عاصمة الجنوب صيدا، وإغتيال المسؤول الأمني في مخيم عين الحلوة سامر الحاج، ما دفع “حزب الله” الى الرّد على هذا الاغتيال بسرب من المسيرات على قاعدة “محفاة ألون” للمرة الأولى، واستكمال عملياته طيلة اليوم ضد مواقع عسكرية.

وإزاء كل ما يحصل لم تغب عن العاصمة بيروت وضواحيها أصوات جدار الصوت الذي بات يقلق الأهالي ولا سيما الأطفال بصورة شبه يوميّة. وأطلق “حزب الله” أربعةَ صواريخ باتجاه الجليل الأعلى، ما أدى إلى اندلاع حريقٍ جنوب كريات شمونة، في حين قصفت إسرائيل عدة بلدات في الجنوب، بالاضافة الى تكثيفها عمليات التشويش على تطبيقات تحديد المواقع GPS)) في إيلات، تحسباً لأي هجوم جوي محتمل خلال الساعات الـ24 المقبلة.

“اليونيفيل” تعمل لتهدئة الأوضاع
وفي ضوء الأوضاع المقلقة، جدد المتحدث الرسمي باسم قوات “اليونيفيل” أندريا تيننتي، تأكيده “استمرار العمل بشكل وثيق مع القوات المسلّحة اللبنانية لتهدئة المواقف والحد من التوترات على الأرض”، مشدداً على أن “اليونيفيل تُواصل عملها وتنفيذ أنشطتها، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، بما في ذلك الدوريات المشتركة مع القوات المسلّحة اللبنانية، ولم يتغير شيء في هذا الصدد”.

إشكال في طورا
وفي سياق آخر، كان لافتاً الاشكال الذي وقع بين عناصر من “حزب الله” ببلدة طورا في قضاء صور، وبعض النازحين من بلدة عيتا الشعب الحدودية، والذي جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعقيباً على ما حصل، استنكر رئيس بلدية عيتا الشعب محمد خليل سرور، في بيان “التعدي على أبناء عيتا الشعب المقيمين في بلدة طورا من بعض الأهالي”، مذكّراً بـ”أننا في بلدتنا نسكن بيوتاً ونملك أرزاقاً، ولسنا حفاة، وكفى تعنيفاً بأهلنا الشرفاء”.

مقتل 5 مقاتلين موالين لإيران
وطالما الميدان مشتعل، إستهدفت غارة لمسيرة سيارة في مبيت في ريف دير الزور، نتج عنها قتلى وجرحى من القوات الرديفة للجيش السوري.

وأعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” أن 5 عناصر من الجماعات الموالية لايران قتلوا وأصيب آخرون بجروح بعضها خطيرة، ما يرجح ارتفاع حصيلة القتلى، جراء استهداف سيارة عسكرية كانوا يستقلونها بين قريتي الكشمة والدوير في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود السورية – العراقية.

ويأتي الحادث بعد ساعات من استهداف طائرة مسيّرة قاعدة “خراب الجير” التابعة لقوات التحالف الدولي، في منطقة رميلان في ريف الحسكة، شرقي سوريا.

أما آخر التهديدات الايرانية فأطلقها مستشار المرشد الايراني للشؤون السياسية علي شمخاني، الذي أكد في تغريدة باللغة العربية، أن الظروف كلَها باتت مهيأةً لإنزال أشدِ العقاب بإسرائيل.

إخلاء من خان يونس
وغداة المجزرة التي شهدتها “مدرسة التابعين” في قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل قرابة 100 شخص، فيما لا تزال الادانات الدولية تسطر بحق الاجرام الذي ترتكبه إسرائيل يوماً بعد يوم، طلبت الأخيرة توسيع أوامر الإخلاء من خان يونس، بالتزامن مع الاتصال الهاتفي الذي حصل بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والمستشار الألماني أولاف شولتس، الذي شدد على أنه يتعين على نتنياهو إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة “حماس”.

ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى موسكو، حيث يبحث مع الرئيس فلاديمير بوتين الوضع في قطاع غزة.

بايدن: إتفاق وقف النار ممكن
الى ذلك، رأى الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، أن التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ما زال ممكناً قبل نهاية ولايته.

وقال بايدن: “الخطة التي قمت بوضعها، وأقرتها مجموعة الدول السبع، وأقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى آخره، ما زالت قابلة للتطبيق”، مضيفاً: “إنني فعلياً أعمل يومياً، مع فريقي بالكامل، للتأكد من عدم تصاعد الأمور إلى حرب إقليمية. لكن يمكن أن تتصاعد الأمور بسهولة إلى حرب إقليمية”.

وكان بايدن حث نتنياهو خلال زيارته الأخيرة الى واشنطن، على قبول إتفاق لوقف إطلاق النار مع “حماس”.

الراعي: البلاد تسير للوراء
وبالعودة الى الداخل، شدد البطريرك الماروني بشارة بطرس الرَّاعي في قداس الأحد من كنيسة الديمان، على أنّ “كلمة الله تحرّر وتوحّد وتجمع. فيا ليت كلّ مسؤول عندنا يصغي في قرارة نفسه ووجدانه الى كلام الله، لبدّل العديد من مواقفه السلبيّة، وأوّلها تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، تستقيم بانتخابه المؤسّسات الدستوريّة وفي طليعتها مجلس النوّاب الذي يستعيد سلطته التشريعيّة المفقودة، ومجلس الوزراء الفاقد الكثير من صلاحيّاته. وها نحن على بعد سنتين إلّا ثلاثة أشهر من فراغ سدّة الرئاسة، والبلاد تسير إلى الوراء في تفكّك أوصالها”.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة