أسباب إستقالة أبي رميا الحقيقية: ماذا عن إستقالات كوادر المناطق؟

خسارة “التيار الوطني الحرّ” باتت حديث الساعة، وتحديداً بعد فصل إبن شقيقة الرئيس السابق ميشال عون، النائب آلان عون، اذ كان رئيس “التيار” جبران باسيل يظن أنه ضرب ضربته وفاز بها، ولكن قدره أن يكون الخاسر الأكبر داخل تياره وخارجه، وهذا ما تُرجم في الساعات الماضية، وتحديداً بعد حملات التضامن الواسعة مع آلان من جهة، والنائب سيمون أبي رميا من جهة أخرى.

وبعد ساعات من إعلان أبي رميا استقالته، عقد إجتماعاً في منزله الكائن في إهمج مع أهالي المنطقة وعدد من كوادر “التيار”، حضره حوالي 200 شخص، وعدوه بتقديم إستقالاتهم تباعاً من “التيار”، وقدم بعضهم بطاقته الانتسابية الحزبية اليه.

ووفق معلومات “لبنان الكبير”، فان أهالي إهمج أعربوا عن تأييدهم التام لأبي رميا، وقالوا له: “يا ريت من قبل، من العام 2018 قمت بهذه الخطوة”.

أجواء اللقاء، كانت جيدة، بحيث إستعرض أبي رميا قصته وأسباب وصوله الى هذه الاستقالة، وبحسب المعطيات التي حصل عليها “لبنان الكبير” من مصادر مقربة من أبي رميا حضرت الاجتماع الأخير، “أكد للحضور أنه سيبقى في فكر التيار والعونية، لكنه إستقال من هيكلية التيار التنظيمية لأن لديه اعتراضات كثيرة على طريقة بحث الأمور وكيفية إدارة المواضيع، ولكنه كفكر ومنطق سيبقى في الفكر الوطني السليم الذي على أساسه نشأ التيار وناضلوا فيه”.

وبالنسبة الى التفاصيل أو الأسباب التي أوصلت أبي رميا الى قراره الأخير، أشارت المصادر الى أن “هذه الاسباب بدأت منذ الانتخابات البرلمانية الماضية 2022، عندما حاربت القيادة كل مؤسسي التيار القدامى، اذ حاربت سيمون في جبيل، وفي المتن كلاً من إبراهيم كنعان والياس بو صعب، وفي جزين زياد أسود، وقدم أبي رميا خلال اللقاء العديد من البراهين التي تؤكد محاربة القيادة لهم، وكيف قالت للمناصرين لا تنتخبوا سيمون بل انتخبوا الدكتور وليد خوري”.

وعن الأمور الادارية في “التيار”، شددت المصادر على أن أبي رميا “تحدث عن التراجع في شعبية التيار، وهذا ما جعله بالاضافة الى بعض النواب الآخرين يطالبون رئيس التيار عدّة مرات بمعالجة هذه الأوضاع، لكنه لم يستجب لطلبهم هذا، ولم تجرِ أي مناقشات معهم في هذا الصدد”.

وبالنسبة الى من طالبه بالاستقالة من النيابة لأنه جاء بأصوات “التيار” ومناصريه، كان جواب أبي رميا خلال اللقاء: “فليستقِل كل نائب حصد أصواته من التحالفات التي خضناها ومنها مع حزب الله، فهم لم يحصلوا على المقعد النيابي بأصوات التيار أيضاً”.

وبحسب المصادر عينها فان “أبي رميا، تحدث كثيراً خلال اللقاء الأخير، عن تفاصيل محاربة النائب بو صعب، وغيره، فهم لم يريدوه أن يأتي وزيراً، ولا حتى كنعان وافقوا على الاتيان به وزيراً للعدل ولا شامل روكز وزيراً للدفاع. كما علق أبي رميا على إنزعاجه الدائم من كيفية الغاء الديموقراطية داخل التيار، خصوصاً وأنه كانت تحصل في السابق انتخابات تمهيدية للقاعدة الشعبية كي تختار مرشحيها، اما في النظام الداخلي الجديد فكل هذا تم الغاؤه، فأين الديموقراطية؟ اذا بات الرئيس يريد اتخاذ القرار في كل شيء فهذا غير مستحب”.

وبالعودة الى ما ذكره “التيار”، جرى إتهام كل من آلان عون وسيمون أبي رميا والياس بو صعب، بالخروج عن مبادئه وعدم الالتزام بالقرارت الحزبية التي جرت الموافقة عليها، وتغيبهم عن الاجتماعات التي تُعقد، ولم يتغاضَ أبي رميا عن هذه النقطة وتحدث عنها في اللقاء نفسه، اذ أوضح وبحسب المصادر أن “أبي رميا قام بابلاغ باسيل منذ ستة أشهر أي لحظة اتخاذه قرار فصل بو صعب، أنه قرر الى جانب بعض النواب، عدم حضور أي اجتماع أو المشاركة في أي لقاء حزبي قبل معالجة المواضيع الداخلية، ولأن الأوضاع لم تجرِ معالجتها اتخذ أبي رميا قرار الاستقالة”.

اما بالنسبة الى انتخابات العام 2026، فنقلت المصادر عن أبي رميا قوله: “هناك توجه جديد وتنظيم جديد مع أشخاص يؤمنون بالوطن ولا يفضلون مصالحهم الشخصية، وبالتالي سيتم تشكيل مجموعة تفكر وطنياً وليس طائفياً، وان شاء الله سيتوحد كل الوطنيين ضمن هذه المجوعة”. ولفتت الى أن “أبي رميا سيكمل في الفترة المقبلة كنائب، وسيبقى يعمل في هذا الاطار وما تغير أنه لم يعد في الجهاز التنظيمي للتيار”.

مصير أبي رميا، ليس مفاجئاً فهناك الكثير من النواب والقياديين الذين يجري التعاطي معهم بهذه العقلية الديكتاتورية نتيجة أهواء باسيل، فكم سيتحمل “التيار” من الخسارة بعد؟ وماذا عن إستقالات كوادر المناطق؟

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة