توقيت المواجهات وفق ساعة الحزب المتحكم بزمام الأمور في “جبهة الإسناد”!
بنبرة هادئة وبسخرية من خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت مرات عدة فوق الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ومحيطها، قبل دقائق من كلمة الأمين العام لـ ««حزب الله» السيد حسن نصرالله في أسبوع القيادي الأرفع في «الحزب» فؤاد شكر، استعاد نصرالله زمام الأمور مستوعبا الضربات الجوية الإسرائيلية التي قضت على كوادر في التنظيم العسكري للحزب.
ولعل الخلاصة الأبرز لكلام نصرالله بحسب مرجع لبناني رسمي كبير، ان «الحزب» مصر على التحكم بزمام الأمور في «جبهة الإسناد» لغزة من جنوب لبنان، والتي أطلقها في الثامن من أكتوبر، في اليوم التالي لعميلة «طوفان الأقصى».
«ابتعد نصرالله عن الانفعال، وأصر على جعل توقيت المواجهات وفق ساعة الحزب، وهو يدرك أن الإسرائيلي سيتعب من الانتظار، وربما يلجأ إلى أعمال غير احترافية كما حصل في خرق طائراته الحربية لجدار الصوت، فوق سماء بلاد عاش أهلها كل الأخطار، ونقلوا شجاعة المواجهة إلى أبنائهم. والدليل الحركة الكثيفة في قاعة الوصول بمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت».
ما تكلم عنه المرجع الرسمي اللبناني لـ«الأنباء» من ازدواجية الحياة بين المناطق اللبنانية، تناوله السيد نصرالله في كلمته بالقول: «نراعي ما بين جبهة الإسناد والوضع في البلد. وهناك حرب وشهداء من جهة، ومن جهة ثانية مهرجانات واحتفالات ومطاعم وفنادق ومطار يستقبل سياحا، ونحن من خلق هذا التوازن. نحن حريصون على شعبنا وبلدنا وبنيته التحتية ونحمل العبء بشكل مباشر ولكن لا يمكن أن نطالب من أحد ان نتصرف وكأن العدوان الأخير طبيعي وفي سياق المعركة».
ومضى المرجع الرسمي قائلا: «كلمة السيد نصرالله ستنعكس إيجابا على البلد، بتخفيف التوتر في الشارع، جراء الخشية من توسع الحرب مع إسرائيل».
وتوقف المرجع الرسمي عند طمأنة نصرالله للداخل اللبناني في الميدان السياسي، بالقول: «لا تخافوا من انتصار المقاومة ولسنا في وارد توظيفه في الداخل السياسي، ومن لا يؤيدنا، ونحن لا نحتاج دعمكم وإنما لا تطعنوننا في الظهر ولا تشاركوا في الحرب النفسية».
وما بدا واضحا في المقابل، ان الركود في الحركة السياسية الداخلية سيستمر إلى ان تضع حرب غزة اوزارها ايا يكن الوقت الذي ستأخذه.
ويبقى الانتظار القلق هو العنوان الذي يسود على طرفي الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية وصولا إلى العاصمة بيروت من جهة، وما بعد حيفا من الجهة المقابلة.
هذا القلق يبدو بمثابة سلاح إضافي في هذه الحرب المفتوحة.
وفي هذا السياق، قال مصدر مطلع لـ«الأنباء»: «تبدو مرحلة الانتظار مرشحة للتمديد من دون تحديد سقوف مع ترك باب المفاجآت مفتوحا في أي لحظة، إفساحا في المجال أمام خيار ديبلوماسي يطرح حلولا تكون وطأتها أقل ضررا على مسار الوضع الإقليمي، وبالتالي، فإنه أمام تدخل معظم القوى الدولية الفاعلة من كل الاتجاهات كوسطاء، لا يمكن لمن يملك زمان القرار بالرد، أن يعطي الأذن الصماء لهذه التمنيات والمساعي».
وتحدث المصدر عن «عروض عدة لتجنب رد يدفع نحو الحرب الواسعة التي كان الجميع منذ البداية يحذر منها، مع تأكيد الأطراف المشاركة في القتال عدم الرغبة في التخلي عن قواعد الاشتباك التي حكمت المواجهات على الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ 10 أشهر، ولا تزال قائمة رغم عمليات الاغتيال التي يتم التعاطي معها والرد عليها وفق معطيات الميدان في شكل منفصل عن قواعد الاشتباك المرتبطة باستمرار الحرب في غزة».
وتابع المصدر: «أحد العروض هو تقديم وعد بالدفع باتجاه تسريع انجاز اتفاق لوقف النار في غزة، وهذا أحد الشروط التي جرى تداولها خلال الأيام الماضية كأحد المخارج من دون أن يلغي الرد، وانما يحد من تداعياته وأضراره. وهذا ما تكرره إسرائيل من أنها لن ترد على أي هجوم إلا إذا كانت أضراره كبيرة».
ولا يستبعد المصدر خيارات أخرى، «وهذا ما سبب قلقا إضافيا لقادة إسرائيل جراء عمليات استهداف محتملة سواء لديبلوماسيين او رجال أعمال إسرائيليين في الخارج».
الانباء الكويتية