قراءة في اختيار السنوار على راس المكتب السياسي لحركة حماس: إيجابيات وتداعيات!
شخصية السنوار لا زالت محل استقراء وتحليل ودراسة من محتلف القوى السياسية والامنية والاعلامية.. اذ منذ استلامه لسلطة القرار في قطاع غزة، والتحولات الدراماتيكية تترك أثرها على واقع قطاع غزة، وعلى القضية الفلسطينية برمتها.. فالحرب على غزة، والتي تستمر ولا زالت منذ عشرة اشهر، ونحن اليوم ندخل مع بداية الشهر الحادي عشر، في حربٍ غير مسبوقة، من حيث طول المدة، مع الكيان الغاصب، والذي كان يروج باستمرار للحرب الخاطفة والسريعة، وكذلك من حيث الاستعدادات الفلسطينية على الساحة الفلسطينية من قطاع غزة الى الضفة الغربية..
ومنذ انطلاقة هذه الحرب، والكلام كثير عن التباين بين قيادة الداخل التي يقودها السنوار وبين قيادة الخارج والمقيمة في المنفى، والشائعات، تهدف الى بث روح الاحباط وتعزيز الانقسام داخل حركة حماس وبالتالي داخل الصف الفلسطيني نفسه على المستوى السياسي والشعبي..
لذا جاء هذا الاختيار لتعيين السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفاً لشهيد اسماعيل هنية ليؤكد التالي:
– اكد هذا القرار ان السنوار حي يرزق ويتابع نشاطه وقيادته وان قرار اسرائيل بتصفيته منذ مطلع الحرب لم ينجح حتى اليوم..
– وحدة القرار السياسي والامني اصبحت بيد السنوار نفسه..
– كل كلام عن انقسام وتباين وصراع بين الداخل والخارج لا قيمة لها..
– لقد اختارت حماس تصعيد المواجهة مع الكيان ومع الولايات المتحدة التي ترى في السنوار عقبة امما اي حل وليس رجل تفاوض وتقديم تنازلات..
– لقد اكدت حماس باختيارها السنوار انها لا زالت قوية عسكرياً ومتماسكة سياسياً وبالتالي تستطيع متابعة الصراع المسلح والتفاوض السياسي بنفس الوتيرة وبروحية عالية ومن موقع قوة..
التداعيات السلبية على هذا الاختيار:
– اختيار السنوار سوف يشجع اسرائيل بتاييد دولي وخاصة من الولايات المتحدة على رفع وتيرة الحرب وتصعيد القصف والقتل
– باعتبار ان السنوار يعتبر المطلوب رقم واحد على لائحة (الارهاب) الاسرائيلية كما الاميركية، سوف يكون هدفاً للاغتيال بقوة، وسوف تتصاعد وتيرة الاستهداف..اكثر من السابق
– وضع السنوار الامني، سوف يمنعه من مغادرة القطاع وبالتالي متابعة الاتصالات السياسية لوقف الحرب وتنفيذ شروط حركة حماس يالافراج عن الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال..
– الاتصال والتواصل مع السنوار بحكم موقعه قد يؤدي الى كشف موقعه وغرفة عملياته وبالتالي استهدافه.. لان الحركة السياسية المطلوبة لتحريك عجلة التفاوض قد تتطلب اتصالات يومية وشبه روتينية..
– سوف تستغل اسرائيل هذا التعيين والتكليف لتقول ان حركة حماس تتجه نحو مزيد من التطرف والمواجهة والابتعاد عن الحلول السلمية..
الخاتمة
لتجنب التداعيات السلبية وللاستفادة من وحدة القرار السياسي والامني والعسكري، المطلوب تشكيل خلية عمل سياسي في الخارج تتابع قرار القيادة السياسية وبما يتناغم مع الموقف العسكري، حتى لا يستفيد العدو من عدم قدرة السنوار على التحرك والتوجه نحو العواصم المعنية بالحل والوساطة، كما حتى لا تستفيد اسرائيل من جملة الاتصالات وحركتها لتحديد مكانه والتالي استهدافه واغتياله…
بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..
ينشر بالتزامن مع مجلة الامان..