طهران وواشنطن ترسمان خطوطاً حُمر: أي ضربة خاطئة تتشعل حرباً إقليمية!
لحظات دقيقة وحساسة تعيشها منطقة الشرق الأوسط. أي ضربة خاطئة يمكنها أن تتحول إلى شرارة تشعل حرباً إقليمية. إنها حرب يريد الجميع تجنّبها، من إيران إلى العراق، سوريا ولبنان بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية ودول المنطقة. ربما “إسرائيل_نتنياهو” وحدها هي التي تريد استدراج الجميع وتوريطهم في حرب كبرى وواسعة. والمقصود بـ”إسرائيل_نتنياهو” للإستدلال على نوازع الرجل الذي يتواجه ويتخاصم مع غالبية الإسرائيليين والمؤسسات.
التصعيد المضبوط
بانتظار الردّ الإيراني ومفاعيله وتداعياته، تتكثف الإتصالات الدولية والديبلوماسية، وتتفعل قنوات التواصل بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في محاولة لتجنّب اندلاع صراع واسع.
بحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية غربية فصحيح أن المنطقة في مرحلة تصعيد، ولكن لا بد من الإلتزام بضوابط لهذا التصعيد، وليس بالضرورة التسليم لوجهة نظر زوال هذه الضوابط، والمرحلة الحساسة القائمة تتطلب الحذر في المواجهات وفي كيفية التعاطي، وأن أميركا ستكون مضطرة إلى التدخل المباشر في حال كان الردّ الإيراني هو عبارة عن حرب متعددة الجبهات. في هذا السياق يقول الأميركيون إنهم سيدافعون عن إسرائيل في التصدي للصواريخ الإيرانية، وبحسب المعطيات فإنهم يتوقعون رداً متوسطاً لا يكون بحجم هائل ولا ردّ شكلي، ويتوقع الأميركيون سقوط قتلى إسرائيليين مع التشديد على تجنب إسقاط قتلى مدنيين، وبعدها في حال قررت إسرائيل الردّ، فإن واشنطن لن تكون معنية بمشاركة إسرائيل في عملية الردّ بل فقط في الدفاع عنها.
الخطوط الحمر
في المقابل، يتم الحديث في بعض الكواليس عن وضع خطوط حمر بين الأميركيين والإيرانيين وهي أولاً، عدم سقوط عدد من الضحايا المدنيين، ثانياً، عدم استهداف منشآت مدنية، ثالثاً أن تكون الأهداف عسكرية، رابعاً، أن لا تكون الضربة مستمرة ومتوالية بل ضربة واحدة، أما خامساً، فأن لا تكون الهجمة الإقليمية على إسرائيل بهدف تدمير كبير في إسرائيل، بل تكون المشاركة الإقليمية مشابهة لرمزية الضربة الواحدة، وليس هجمة إقليمية تحاكي اندلاع حرب من جبهات متعددة ضد إسرائيل، لأنه في حال حصل ذلك فإن أميركا ستجد نفسها مضطرة للردّ والدفاع في التصدي وفي الهجوم بعدها. لذلك يشدد الأميركيون على أن تكون الضربة واحدة وتتوقف كي لا تضطر أميركا إلى الإنجرار للضربات والضربات المضادة.
في حال رست هذه النقاط أو تم اللعب ضمن هذه الخطوط، فسيكون أمام إيران تحدّ أساسي، وهو أنه في حال لم يكن الردّ الإيراني جدياً ورادعاً فقد يستمر نتنياهو بمواصلة عمليات الإغتيال ويواصل استفزازاته بالعمليات الأمنية والعسكرية لتحقيق نوع من كسر التوازن الأمني والمعنوي، وبالتالي لا يمكن لإيران الإرتضاء بذلك، ما يحّتم البحث عن توجيه ضربة جدية قادرة على ردعه، ولكن في المقابل، أيضاً هناك حسابات إيرانية أخرى تشير إلى أنه في حال قرر الإسرائيليون الردّ على هذه الضربات بضربات عنيفة ولجأ نتنياهو إلى تنفيذ عمليات مشابهة لاستهداف ميناء الحديدة، وضرب أهداف مشابهة في إيران، أي استهداف مرافق عامة، وموانئ فإن ذلك سيكون له آثار صعبة جداً على طهران، وهناك من يقرأ في ضرب الإسرائيليين لميناء الحديدة نموذجاً يمكن تطبيقه في أماكن مختلفة ورسالة مباشرة للإيرانيين، وهذا جانب من التفاوض الذي يلعب عليه الأميركيون.
منير الربيع- المدن