حركة انتقال من بيروت باتجاه الشمال وسط قلق من توسع الحرب

عاش لبنان اليوم الجمعة على وقع الأنباء المتداولة في شأن قرب اتساع نطاق الحرب الدائرة منذ الثامن من أكتوبر 2023 بين إسرائيل و”حزب الله”.

على وقع استمرار حالة الغليان في جنوبه وغداة توعد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله إسرائيل بالانتقام لمقتل الرجل الثاني في الحزب فؤاد شكر الذي قضى بضربة جوية استهدفت منزلاً كان موجوداً في الضاحية الجنوبية لبيروت، عاش لبنان اليوم الجمعة حالاً من القلق والتوتر الشعبي إثر تداول أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد باقتراب موعد بدء حرب إسرائيلية أوسع نطاقاً ضده.
وشهدت الطرق الرئيسة من بيروت باتجاه شمال لبنان زحمة سير خانقة قد يكون سببها حركة مغادرة واسعة لقسم كبير من أهالي الضاحية وغيرها من المناطق في العاصمة خوفاً من التعرض للاستهداف بحال اندلعت الحرب. كما سرت معلومات عن تبلغ موظفين تابعين لمؤسسات دولية يقطنون في الضاحية ومناطق الجنوب والبقاع، إشعاراً بضرورة تغيير مكان سكنهم في أقرب وقت ممكن، وذلك تحضيراً لاحتمال اندلاع الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل.

تحذير بولندي

ونصحت بولندا مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان وإسرائيل وإيران، وفقاً لإرشادات محدثة نُشرت اليوم الجمعة، وسط مخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط.

وقالت وزارة الخارجية على منصة إكس، “في ما يتعلق بالعدد المتزايد من السياح البولنديين الذين يزورون لبنان وإسرائيل وإيران، نود أن نكرر أننا نصحنا منذ فترة طويلة بعدم السفر إلى هذه المنطقة بأي شكل من الأشكال”.

وأضافت الوزارة أن “الوضع الأمني غير المستقر يجعل من الممكن الاعتقاد بأن مغادرة الدول الثلاث ستكون أكثر صعوبة”.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، أعلنت شركة خطوط لوت الجوية البولندية أنها ألغت ثماني رحلات إلى لبنان وإسرائيل بسبب الوضع الأمني، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البولندية.
وتتجنب شركات طيران المجالين الجويين الإيراني واللبناني وتلغي رحلات إلى إسرائيل ولبنان مع تنامي المخاوف من اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط.

تبادل القصف

ميدانياً، استأنف “حزب الله” اليوم الجمعة إطلاق الصواريخ وقذائف المدفعية صوب إسرائيل منهياً فترة توقف لتبادل إطلاق النار على الحدود، بعدما قتلت إسرائيل قائد العمليات العسكرية بالحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقالت الجماعة إنها أطلقت صاروخ سطح جو على مقاتلة إسرائيلية حلقت في المجال الجوي اللبناني خلال الليل وأجبرتها على التراجع. وأضافت أن قواتها نفذت أيضاً هجومين بالمدفعية وضربتين بالصواريخ على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه تمكن من اعتراض هدف جوي مقبل من لبنان صوب هضبة الجولان.

وذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية أن ضربات جوية إسرائيلية ونيران مدفعية ضربت قرى عدة في جنوب البلاد اليوم بعد 24 ساعة من ضربة إسرائيلية قتلت خمسة عمال سوريين وافدين في الأقل بجنوب لبنان، وفقاً لمسعفين.

وقال الجيش الإسرائيلي أيضاً إنه استهدف اثنين من مقاتلي الحزب في جنوب لبنان.

ميقاتي والقرار 1701

تزامناً عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب اجتماعاً في السرايا اليوم الجمعة مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) وممثلي الدول الأعضاء غير الدائمة العضوية الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر واليابان وسويسرا وكوريا الجنوبية. وتم خلال الاجتماع “تأكيد الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، وأهمها تأكيد أولوية تطبيق قرارات الأمم المتحدة، ولا سيما القرار 1701”

السفارة البريطانية

من جهتها وزعت السفارة البريطانية لدى بيروت بياناً أشارت فيه إلى أن “وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أنهى برفقة وزير الدفاع جون هيلي، زيارة استغرقت يوماً واحداً إلى لبنان بالأمس (الخميس)”.

وهذه هي الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها لامي إلى لبنان كوزير للخارجية عقب مكالمته الهاتفية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في أسبوعه الأول في منصبه. ودعا وزير الخارجية البريطاني إلى “الحد من التصعيد على طول الخط الأزرق والحاجة إلى حل دبلوماسي على أساس قرار مجلس الأمن رقم 1701”.

والتقى وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان كلاً من ميقاتي وبو حبيب ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون. وركزت المناقشات على التوترات في الجنوب مع إسرائيل والوضع في المنطقة.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي “هذا وقت مقلق بالنسبة لشعب لبنان، لقد مر هذا الشعب بكثير في السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت الذي أودى بحياة الكثيرين. أنا هنا على الأرض للقاء شخصيات مؤثرة وللدعوة إلى الحد الفوري للتصعيد في المنطقة. لقد أثرت مخاوفي في شأن التوترات المستمرة بين لبنان وإسرائيل وسلطت الضوء على تصميم المملكة المتحدة على تجنب سوء التقدير”.

أما وزير الدفاع جون هيلي فاعتبر أنه “يجب أن يكون الحد من التصعيد هو محور اهتمامنا الأساس في ظل وقوف هذه المنطقة عند مفترق طرق. إن خسارة أرواح الأبرياء في الأسابيع والأشهر الأخيرة أمر لا يطاق ويجب أن ينتهي. يتعين على الأطراف جميعها التراجع عن الصراع وتكثيف الجهود الدبلوماسية. وسنعمل مع شركاء أساسيين مثل قطر بحيث تتصدر حكومتنا مساعي متجددة من أجل السلام”.

اندبندنت

مقالات ذات صلة