ضربة الضاحية… من كان يعلم بها: لماذ صرحت إحدى الإعلاميات “الأجواء الاعلامية كانت تقول في ضربة اليوم بشي محل”؟

فرضية تناقلتها الأوساط الاعلامية منذ اللحظة الأولى لوقوع الاعتداء الاسرائيلي على حارة حريك وقبل معرفة من هي الشخصية المستهدفة ووزنها العسكري والاستراتيجي.

فرضية غذّتها تصريحات احدى الاعلاميات على الهواء بعد وقوع الانفجار بفترة زمنية قصيرة، “كان في هناك أجواء ضربة، كنّا مجهزين قبل بساعتين”، وأكملت “الأجواء الاعلامية كانت تقول في ضربة اليوم بشي محل”.

أثناء تصريحها بدت مرتبكة، ويمكن القول إن التعبير خانها ربما، أو ما قالته هو زلة لسان غير مقصودة وضعتها في خانة الاتهام، ومن جهة أخرى، جزم البعض بأن فريقه الاعلامي كان يعلم، وهذا أمر لا يمكن تجاوزه أو عدم الوقوف عنده، خصوصاً أن المنطقة على صفيح بركاني قد يتفجر في أي لحظة.

وربما تكون صدفة أخرى بسبب الأوضاع الأمنية، وبحسب معلومات “لبنان الكبير”، تم استدعاء فرق الاسعاف (من دون ذكر اسم الجهة)، والعناصر كافة من المسعفين، وفرق البحث والإنقاذ، حتى أن العناصر والمسعفين القدامى استدعوا، ليكونوا على أتم الجاهزية يوم حصول الاستهداف، لا بل قبل ساعات من حدوثه، كما تم تجهيز سيارات الاسعاف لتكون على أعلى درجة من الجاهزية لتلبية النداء.

حتماً هذه المراكز لديها خطة حرب أو خطة طوارئ خصوصاً أن جنوب البلاد يعيش حرباً وهناك مخاوف من امتدادها، لكن، لماذا استعدت هذه الفرق في هذا اليوم بالتحديد، ولم يكن هناك أي حدث يسبق الضربة الاسرائيلية؟

مصدر مقرّب من “حزب الله”، يقول لموقع “لبنان الكبير”: “ان الأنظار كانت شاخصة نحو البقاع أو الجنوب، وحتى صيدا، بعد التهديدات العلنية التي أطلقها العدو”. ويضيف: “اغتيال فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية، يعني أن الاسرائيلي تخطى قواعد الاشتباك والتوازن الذي كان يفرضه الميدان، أو أنه تهوّر يريد جرّ المنطقة إلى حرب”.

وبحسب تحليل العميد المتقاعد علي شحرور لموقع “لبنان الكبير”، فان “ضربة أو اغتيالاً بهذا الحجم لا يمكن لأحد أن يعلم بها سوى الجهة المنفذة وهي اسرائيل بالتنسيق مع أميركا، فهذا ليس استهدافاً لمركز أو منشأة عسكرية، بل شخصية قيادية لها وزنها، والمساس بها يجر المنطقة إلى حرب، ولكن هل الحرب الشاملة هي من مصلحة إسرائيل؟”.

ويضيف شحرور: “القرار ليس في يد إسرائيل، ففي خارج الحدود الاسرائيلية أميركا تقرر، أما في داخلها فالقرار مشترك، وأظهرت التجارب أن لا ثقة بالسياسة الأميركية”.

أمّا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فليس لديه ما يخسره، خصوصاً أنه يريد تسجيل بطولات تجعله يبدو وكأنه “تشرشل” زمانه، لذلك يخوض وسيخوض المزيد من المغامرات، أمّا الكلمة الأخيرة فهي للأميركي.

والمرحلة المقبلة كما يرى شحرور تحمل الوجهين، التصعيد الذي يمكن احتواؤه، أو الحرب التي كثر الحديث عنها في الفترة الأخيرة.

أما العميد المتقاعد يعرب صخر فيؤكد عبر موقع “لبنان الكبير”، أن “لا أحد يستطيع أن يجزم بوجود من كان يعلم بالضربة قبل حصولها، وفي تحليل للملابسات، يمكن القول إن نتنياهو استغل حادثة مجدل شمس كي يصعّد عسكرياً بعد حصوله على الضوء الأخضر المحدود من أميركا والكونغرس، بأن يكون الرد مدروساً، وهذا ما لم تلتزم به إسرائيل، فلجأت إلى ما تحترفه وهي حروب الجيل الخامس، وهي اقتناص الرؤوس واصطياد الأهداف النخبوية، وهذا ما حصل عند اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، واسماعيل هنية في طهران، وهكذا استطاعت اسرائيل أن ترسي قواعد الردع الحاسمة”.

أمّا السؤال، فهل ما تزامن مع اغتيال شكر هو وليد الصدفة أم ثمة قطبة مخفية؟ وحدها الأيام المقبلة ستنقل الاجابة خصوصاً وأن المحيط لم يستفق من صدمته بعد.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة