الحكومة تستنفر وتبقي اجتماعاتها مفتوحة: الوضع خطير!

جلسة طارئة عقدتها حكومة تصريف الأعمال لمواكبة أحداث وتداعيات ما بعد الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت. ناقشت الجلسة جهوزية الوزارات المعنية على المستويات الأمنية، الصحية-الطبية، والغذائية، في حال تطورت الأوضاع العسكرية. وتم الاتفاق على إبقاء الجلسات الحكومية مفتوحة.

وأعلن وزير الإعلام زياد المكاري أن “مجلس الوزراء أخذ بعض القرارات المالية المتعلقة بدعم الدفاع المدني ووزارة الصحة”. وكشف المكاري أن “هناك حركة دبلوماسية سيشهدها السراي الحكومي وستكون المساعي نحو التهدئة بشكلٍ واضح”. وأكد أنه “تم ابقاء جلسات الحكومة مفتوحة، ولا نريد حرباً والجهود الحكومية تركز على الديبلوماسية والخطة الحكومية جاهزة في حال حدوث نزوح كبير في لبنان”. وأضاف: “الاحتمالات مفتوحة وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بات موضوعاً تقليدياً وجهداً ديبلوماسياً جدياً لمنع تفاقم الأمور، وبالتالي، لبنان سيرفع شكوى إلى الأمم المتحدة عقب الاعتداء الأخير الذي طال الضاحية الجنوبية”.

وقد أكّد وزير الصحة فراس الأبيض أنّ الحكومة اتخذت قرارات مهمة لزيادة الجهوزية في القطاع الصحيّ، في حال تفاقم الوضع الأمنيّ سوءًا. ولفت إلى أنّ “التخوف يكمن في عدم القدرة على تأمين المستلزمات الصحية، داخل المستشفيات”.

قصف “المبادرات”
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال في مستهلّ الجلسة: “مسؤليتنا الوطنية استدعت عقد اجتماع استثنائي للحكومة للتصدي للعدوان الإسرائيلي وادانة الاغتيال وقتل الأطفال، ومواكبة التطورات الأمنية التي حصلت مساء امس ونقلت الوضع من حالة الاشتباك إلى وضعية الخطر المفتوح على مخاوف كبيرة، من خلال استهداف العاصمة بإعتداء إسرائيلي سقط بنتيجته ضحايا أبرياء، وكأن لبنان أضحى ساحة للحرب و القتل والدمار. وكنت أتمنى لو أن الوزراء المقاطعين شاركوا في الجلسة اليوم لأن نهج المقاطعة غير مجدي في هذا الظرف الخطير”.

وأضاف ميقاتي: “هنا بيروت تقصف وتُغتال فيها العدالة الانسانية، وهناك الجنوب لا يزال تحت القصف والحرق والقتل والتهجير وتدمير البلدات، على مشهد من العالم، وكأن كل ما يحصل من إجرام هو مجرد حادث، إننا ندين بقوة هذا الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، ونرفع الصوت محذّرين من تفلت الأمور نحو الأسوأ، إن بقي العدو على رعونته وجنونه الإجرامي القاتل. ونتوجه بالتعزية من أهل الضحايا ونأمل أن تتوقف حالة القتل، متسائلين عن سبب هذا التطور ومتخوفين من تفاقم الوضع إن لم تسرع الدول المعنية وكل المجتمع الدولي للجم هذا التفلّت الخطير”.

وأدان ميقاتي “اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ونرى في هذا العمل خطراً جدياً بتوسع دائرة القلق العالمي والخطر في المنطقة”. وقال ميقاتي: “ندعو العالم، الشاهد على جرائم اسرائيل، إلى إجبارها على وقف إطلاق النار والالتزام بالقرارات والقوانين الدولية وعلى تنفيذ القرار 1701. وكفى أن يكون العالم شاهداً على إجرامها وخروقاتها التي تجاوزات عشرات الآلاف. ندائي إلى اللبنانيين، أن نتكاتف جميعاً ونكون قادرين على إثبات وحدتنا و تأكيد تضامننا مع أهلنا ورفضنا لأي اعتداء يطال اي منطقة من لبنان”. وطالب بالتنفيذ الفوري للقرار 1701، متعهداً بالبقاء على تواصل دائم مع “أصدقاء لبنان والأخوة العرب لمنع تفاقم الأمور، والعمل من أجل الحؤول دون تفاقم الأوضاع التي تنذر بأخطار حادة ستكوّن إنعكاساتها كبيرة”.

وختم ميقاتي بالقول: “القصف على الضاحية، هو قصف لمبادرات الخير ومساعي التهدئة والتفاهمات، ونحن سنبقى نعمل في سبيل إنقاذ بلدنا وحماية مجتمعنا من أي خطر، مؤكدين أن لبنان لا يريد الحرب بل الحفاظ على كرامة ابنائه وسيادته على الارض والبحر والجو، من دون أي تهاون بحقوقه”.

الوضع خطير
وعقد ميقاتي لقاءات ديبلوماسية في السراي الحكومي، مستقبلاً وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، على رأس وفد ضم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب”اليونيفيل”، الجنرال أرولدو لازارو، للبحث في خفض التصعيد.
كذلك، استقبل رئيس الحكومة سفير فرنسا في لبنان إيرفيه ماغرو، الذي أكد أن الوضع خطير ودقيق جداً وعملنا كثيراً كي نتجنب التصعيد وانزلاق الأمور أكثر، ودعونا الأفرقاء المعنيّين لذلك. وأضاف: “ناقشنا المستجدات وعبرنا عن قلقنا من الأوضاع الحالية التي تتجه نحو التصعيد ويجب التعاطي مع تداعيات ما حصل وانتظار ما سيحصل في الساعات المقبلة”. ثم التقى ميقاتي بسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون التي حثّت على ضرورة عدم التصعيد منعاً تدهور الأوضاع أكثر.

الكدن

مقالات ذات صلة