بعيدا عن المماطلة والتسويف والتهرب: نتنياهو سمع كلاماً واضحاً في واشنطن: أنْهِ القتال

قالت حركة حماس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تراجع عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر إضافة شروط جديدة عليه.

واختتمت الأحد محادثات روما لبحث صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار، فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول مطلع قوله، إن اللقاء في العاصمة الإيطالية عقد من أجل اللقاء فقط، نافياً حدوث أي اختراق في المفاوضات.

تراجع عن ورقة بايدن
وأعلن نتنياهو الأحد، في بيان تسليم رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع الورقة الإسرائيلية إلى الوسطاء، من دون الكشف عن الشروط الجديدة التي تضمنها الرد، ولكن القناة (12) الإسرائيلية قالت إن وثيقة التوضيحات الإسرائيلية الجديدة، تتضمن 3 نقاط أضافها نتنياهو مؤخراً.
وأوضحت حماس في بيان الاثنين، تعقيباً على مباحثات روما، أن “شروط نتنياهو تراجُع عما نقله الوسطاء كورقة إسرائيلية، كانت جزءاً من مشروع الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي”.
وأضافت أن “نتنياهو عاد من جديد لإستراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب من الوصول إلى اتفاق، من خلال وضع شروط ومطالب جديدة”.

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “حماس تمنع التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة”. وأضاف أن “إسرائيل لم تغير أياً من شروطها لاتفاق بشأن غزة”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “رويترز”.

كما أعلن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية الاثنين، أن تل أبيب ملتزمة بالمقترح الأصلي “الذي يشمل إطلاق أكبر عدد من الأسرى الأحياء”. وزعمت أنها “تتمسك بالسيطرة على محور فيلادلفي، ومنع وصول إرهابيين وأسلحة إلى شمال قطاع غزة”.

نتنياهو قاتل
وفي الولايات المتحدة، عبّر مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الاثنين، عن اعتقاده بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأضاف أنه “ما زلنا نعتقد أن الفجوات يمكن تضييقها بشأن وقف إطلاق النار بغزة”.

على الصعيد نفسه، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير، إن نتنياهو واجه لعدة أشهر اتهامات ظل ينفيها بشدة، بأنه يؤجل اتفاق وقف النار لاسترضاء شركائه بالائتلاف اليميني، وإطالة فترة وجوده في منصبه، خصوصاً أنهم هددوه بالانسحاب إذا أبرم صفقة لوقف القتال.

وتشمل القضايا التي لم يُبت فيها بعد، عدد الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم، والسيطرة على الحدود بين غزة ومصر، ومدى تحكم إسرائيل في السجناء الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم، وإمكانية استئناف القتال بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه “مع أن زيارة نتنياهو أظهرت الدعم القوي الذي لا تزال إسرائيل تتمتع به في واشنطن، فقد سلطت الضوء أيضاً على نفاد الصبر لدى الجانبين معاً، ولذلك يواجه الآن معضلة، لأنه إذا سعى إلى التوصل لاتفاق مع حركة حماس فسوف يتوقف القتال، وذلك قد يؤدي إلى انهيار ائتلافه الحكومي الهش”.
وذكرت أن نتنياهو زار واشنطن في خضم زلزال سياسي بسبب انسحاب بايدن من السباق الرئاسي. وأضافت أنه “اقتحم الساحة السياسية الأميركية المتقلبة على أمل تلميع صورته، وحشد الدعم من الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب لحرب إسرائيل ضد حماس، لكنه تلقى رسالة واضحة من زعماء ديمقراطيين وجمهوريين أن أنْهِ القتال”.

واعتبرت “وول ستريت جورنال” أن دفاع نتنياهو عن سلوك إسرائيل في الحرب، أثار في قاعة مجلس النواب المزدحمة تصفيقاً حاراً، مما خفف من مخاوف من أن نتنياهو قد يجذب النوع الخطأ من الاهتمام، وسط الانقسامات بين الأميركيين حول دعم واشنطن للحرب الإسرائيلية على غزة.

مقالات ذات صلة