إسرائيل تحرّض بدماء مجدل شمس… وجنبلاط يستنفر!
تعيش المنطقة على وقع المتغيرات السياسية والأمنية إقليمياً، كما دولياً، لاسيما في ضوء التطور العسكري الذي تمثل أمس بسقوط عدد من الشهداء من أبناء الجولان السوري المحتل. الحادث الذي نفت المقاومة أي علاقة به، استغله العدو الإسرائيلي بشكل مشبوه رافعاً سقف تهديداته المستمر ضد لبنان، وهو المستمر أساساً في ارتكابه للمجازر بحق المدنيين دون أي رادع.
الواقعة التي أصابت بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، رجح محللون عسكريون أن يكون سببها صاروخاً اعتراضيا اسرائيليا لاسيما أن مثل هذه الصواريخ كانت تتسبب غالبا في أضرار في الداخل الإسرائيلي نتيجة سقوط أجزاء منها بعد انفجارها أو بسبب خلل في عملها، في المقابل نفى حزب الله الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس، وأكد أن لا علاقة للمقاومة الاسلامية بالحادث على الإطلاق.
الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي توجه بالتعزية بالشهداء الذين قضوا في هذا الحادث، أكد أن تاريخ وحاضر العدو الإسرائيلي مليء بالمجازر التي ارتكبها ويرتكبها ضد المدنيين دون هوادة، داعياً الجميع في لبنان وفي فلسطين والجولان الى الحذر من أي انزلاق أو تحريضِ في سياق مشروع العدو التدميري، إذ يبقى المطلوب عدم توسع الحرب ووقف فوري للعدوان ولإطلاق النار، كما حذّر ممّا يعمل عليه العدو الإسرائيلي منذ زمنٍ بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوّناتها، وأضاف: “لقد أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد إلى جانب المقاومة وكل المقاومين الذين يواجهون الإجرام والاحتلال الإسرائيلي”.
الحدث نفسه كان مدار بحث بين جنبلاط والموفد الأميركي آموس هوكستين حيث جدد جنبلاط الدعوة إلى الوقف الفوري للعدوان ولإطلاق النار.
وإزاء هذا التصعيد، أشارت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” الإلكترونية الى ترابط واضح بين الحادث وبين كل ما يقوم به العدو الإسرائيلي في محاولة لوضع العرب في فلسطين المحتلة في مواجهة مع أبناء شعبهم، والتحريض المتعمد عبر وسائل اعلامه وحسابات التواصل الاجتماعي التي روّجت بشكل مستهدف للفتنة.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى أكد في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن لا قيمة لأي كلام مع استمرار الحرب، وأضاف: “لو تحققت الهدنة وتوصل الجميع لوقف اطلاق النار لكان الحديث عن وعود تجاه لبنان مقبولاً أكثر. لذلك يجب التركيز على وقف إطلاق النار قبل الحديث عن أي شيء آخر”، آملا أن يكون هناك ضغط جدي على نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار.
موسى اعتبر أن توسيع الحرب أمر “غير وارد رغم استمرار التهويل بها من قبل العدو”، ورأى أن “الجيش الإسرائيلي لم يحقق الاهداف التي تحدث عنها، فلا استطاع تحرير الرهائن ولم يتمكن من القضاء على حماس. اما موضوع الهدنة فهذا يتوقف على مدى جهوزية نتنياهو للسلام. فهو يستغل وضع الانتخابات الاميركية لاطالة أمد الحرب، وأميركا هي ايضاً منشغلة بأمور اخرى بانتظار ما قد يتخذه نتنياهو من قرارات بعد عودته من الولايات المتحدة”.
وأمام المخاطر الكبرى التي تتمثل بالعداون المستمر والافاق المقفلة أمام العدو، وذهابه إلى رمي الفتنة ومحاولة الإيقاع بين المكونات العربية، يبقى صوت وليد جنبلاط الداعي إلى وعي هذا المشروع واعتماد العقل والتنبه لمنع توسيع الحرب، ربما الوحيد الذي يربأ بلبنان أن ينجر إلى أتون الدمار، لعل الجميع في المستويات السياسية والشعبية على السواء يتنبهون لهذا الخطر الكبير.
الانباء الالكترونية