بعد «هدهد 3»: ارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية

نشر حزب الله «الهدهد 3» بعد ان صال وجال في سماء فلسطين المحتلة، وتضمن مشاهد استطلاع لقاعدة رامات دافيد الجوية لمدة 9 دقائق ونصف، وتمكنت المسيرة من العودة الى لبنان وهذا ما شكل اكبر حرب نفسية على سكان الكيان، بعد ان عطلت كل اجهزة الرصد والمراقبة في القاعدة الجوية .

وكشف حزب الله، ان المشاهد تم تصويرها امس الاول في 23 / 7/ 2024، في اوج الاستنفار العسكري الاسرائيلي، مما شكل ارباكا جديدا للعدو وتفوقا استراتيجيا جديدا لحزب الله في المواجهة، وهذا الإنجاز شكل ضربة جديدة لقادة العدو وجنرالاته .

وبعد أن كشف فيلمي الهدهد 1ـ 2، من قدرات عالية للمقاومة على التصوير والاستطلاع، وفشل أنظمة العدو في الكشف عن الطائرات المسيرة ودقة المعلومات التي عادا بها عن المواقع الحساسة والقدرة على الهجوم على هذه المواقع، وقصور نظام القبة الحديدية ومقلاع داوود، وقدرة التكيف مع تكتيكات العدو والتأثير النفسي والاستراتيجي عليه فضلا عن الاعلان عن الجاهزية التامة للحرب والرد على التهديدات الخارجية، جاء الهدهد 3 ليكشف عن الدلالات التالية:

الوصول الى القاعدة الجوية رامات ديفيد التي تعتبر من أهم القواعد الجوية في كيان العدو، وهي القاعدة العسكرية الجوية الوحيدة في الشمال، وتشمل «رفوف» من كل الاختصاصات العسكرية، الاعتراض، الإنزال، الهجوم، وربما تكون المرة الوحيدة في تاريخ كيان العدو، تقوم طائرات باختراق المجال الجوي لقاعدة جوية اساسية .

وأهمية توقيت نشر «هدهد 3»، انه ارتبط بشكل وثيق بزيارة نتنياهو الى واشنطن وما يمكن ان يقوله عن بطولاته وأطلاق مواقف حول غزة وسائر جبهات الاسناد .

ان ظروف نشر هذا الشريط بعد قيام العدو بقصف ميناء الحديدة وفي ذروة الاستنفار الاسرائيلي مرتبط بالواقع الميداني على مستوى جبهات الاسناد كافة، لا سيما الجبهة اليمنية حيث انه في ذروة الاستنفار الاسرائيلي وتوقعه قيام اليمنيون بقصف مواقع هامة وتشغيله منصات الاعتراض واجهزة الرصد، استطاعت المقاومة إدخال الطائرة دون ان يلحظها العدو فضلا عن انه لم يتمكن من اسقاطها.

وتكمن اهمية هدهد 3، انها اذلت العدو واظهرت فشله الكبير، وعلى الرغم من انه في أعلى درجات الجهوزية والاستنفار، استطاعت هدد 3 ان تذهب وتعود بسلام وهذا سيكون موضع نقاشات وتساؤلات داخل المؤسسة العسكرية وفي المجتمع الاسرائيلي .

خلاصة القول: ان الرسالة التي أرادت ان توصلها المشاهد التي تم التقاطها نهار الثلاثاء الماضي أظهرت، ان المقاومة لا تخشى العدو وهي ماضية في جمع المعلومات التي تحتاجها في مواجهته، واظهرت قدرتها على الوصول الى اي نقطة تريدها، مؤكدة ان ما تصوره قادرة على ضربه معتمدة في هذه الرسالة إذلال العدو وتمريغ أنفه في التراب في توقيت منه.

وادت العملية الجوية «هدهد 3» الى كشف الهوية الحقيقية لقائد القاعدة العقيد اسافر ايشيد، وهذا الامر يعتبر من الأسرار العسكرية الكبرى في اسرائيل .

واعترفت اسرائيل بالعملية وقيام المسيرة بتصوير القاعدة الجوية وهذا ما اثار اجواء من السخرية في صفوف الاسرائيليين.

الديار

مقالات ذات صلة