إسرائيل والعقل المدبر لـ7 أكتوبر… الرجل الثاني في القيادة!

طرحت الصحافة الأجنبية أسئلة كثيرة حول استهداف إسرائيل القيادي في “حماس” وقائد “كتائب القسام” محمد الضيف، وسطرت الباحثة ليمور فيلبوت في مقال، “دور الضيف بصفته زعيم حماس الأكثر دهاء. وهو الذي انضم إلى الحركة عندما كان مراهقاً عام 1987 بعد فترة قليلة من تأسيسها. واعتقلته إسرائيل واحتجزته لمدة 16 شهراً عام 1989. وأصبح منذ ذلك الحين أحد أقوى الشخصيات وأكثرها نفوذاً كما لعب دوراً محورياً في الحركة وفي تحويلها إلى قوة جبارة”.

ووفقاً لفيلبوت، “ما كان بإمكان إسرائيل أن تفوّت فرصة القضاء عليه إن سنحت لها. وأسس الضيف الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام. وكان هو العقل المدبر لإنشاء أنفاق هجومية من غزة وتعزيز قدرات حماس الصاروخية. كما قام بتنظيم هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وعلى مر السنين، تمكن الضيف من النجاة من سبع محاولات اغتيال قامت بها إسرائيل على الرغم من أنه لم يخرج سالماً تماماً. لقد فقد عينه وذراعه، وأصيب بجروح خطيرة في ساقه. وباعتباره هدفاً بارزاً، لطالما انتهج الضيف الكثير من الحذر ولا يعرف مكان وجوده سوى قلة مختارة. وأمضت إسرائيل الأشهر التسعة الماضية في البحث عنه.

وعندما وصلت معلومات عن خروجه، قدمت لإسرائيل فرصة ذهبية. وكان لا بد بالنسبة اليها، من اتخاذ القرار سريعاً. وبعد مشاورات في وقت متأخر من الليل مع رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) رونين بار، أعطى وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الضوء الأخضر. وكانت المخاطر كبيرة، ويعود ذلك جزئياً إلى أن الضيف كان قريباً من منطقة إنسانية. وحدث الهجوم خلال فترة حاسمة من المفاوضات بين حماس وإسرائيل. وإذا قتل الضيف، فقد يؤدي ذلك الى الضغط على زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، للموافقة على الصفقة. والضيف هو الرجل الثاني في القيادة، وتريد إسرائيل من خلال استهدافه أن تظهر قدرتها على الوصول إليه في نهاية المطاف وتركه وحيداً في القمة.

وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي، في مؤتمر صحافي اليوم (امس)، إنه متفائل بحذر بأن سير المحادثات في الاتجاه الصحيح، معتبراً أن كلاً من إسرائيل وحماس قد وقعتا على إطار عمل مقترح. وعلى الرغم من ذلك، يخشى البعض أن هذه الضربة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تقويض المفاوضات أو التسبب في المزيد من التأخير في التوصل إلى اتفاق”.

التحليل توقع “رد فعل انتقامياً من حماس وإيران في لبنان أو العراق أو اليمن. ولا تزال قدرة حماس على إطلاق الصواريخ وتنفيذ الهجمات في الضفة الغربية محدودة. ولذلك، تأمل إسرائيل في أن تستحق الغارة التي قامت بها الثمن. وإلى أن يتم التوقيع على اتفاق بين الجانبين، ستواصل إسرائيل الضغط على حماس من خلال محاولة إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر”.

وكانت حركة “حماس” أكدت السبت أنّ “ادّعاءات الجيش الاسرائيلي حول استهداف قيادات، كاذبة”، لافتة إلى أن “هذه ليست المرة الأولى التي يزعم فيها الجيش الاسرائيلي استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها في وقت لاحق”.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة