”بينغ بونغ” بين القوات وبري؟

بعدما أعلن نواب المعارضة من مجلس النواب أول من أمس ورقتهم التي تتضمن مقترحين أساسيين، وعرضها على سفراء اللجنة “الخماسية” ومناقشتها في قصر الصنوبر، إجتمع النواب مع الكتل النيابية بالأمس في البرلمان، من أجل التشاور في خريطة الطريق التي تذلل العقبات التي تمنع الوصول الى الانتخابات الرئاسية، وكانت الأجواء الى حد ما هادئة.

ووفق المعلومات التي حصل عليها “لبنان الكبير” من مصادر المعارضة فان النقاش كان منفتحاً وبنّاء حول خريطة طريق تبني على المبادرات المتعددة وتبلور مقاربة المعارضة مجتمعة، لكن هناك من تبناها ومن أبدى ملاحظات عليها، ومن طرح عدّة تساؤلات من أجل الاستيضاح، وستتستبع اللقاءات خلال هذا الأسبوع، والأسبوع المقبل.

هذه الورقة لم يرفضها أحد، والجميع إعتبرها مقبولة ومعقولة، لكن تفاوتت الآراء بين ما يمكن أن تلقاه من مواقف سلبية من رئيس المجلس نبيه بري من جهة، وإهتمام بمتابعتها والانطلاق منها نحو خطوات ضغط للوصول الى الانتخابات من جهة أخرى، بحسب ما أوضحت المصادر.

وبعدما كشفت معطيات لـ”لبنان الكبير” أن كتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” دعتا نواب المعارضة الى لقاء في المجلس، وكان النواب لم يبدوا موافقتهم بعد، أكدت المصادر نفسها أن “نواب المعارضة وافقوا على هذا اللقاء وجرى الرد على الكتلتين، لكن يبقى تحديد المواعيد بين كل كتلة فيما بعد”.

صحيح أن الأجواء حول هذه الورقة لم تكن سوداوية أو سلبية، لكن رأي “التيار الوطني الحر” كان معاكساً لهذه الأجواء السائدة، ورأت أوساطه أن “خريطة الطريق للرئاسة غير جديّة ولم تنجح القوات في تبيان نفسها أنها ليست المعطلة، فلا يمكنهم الذهاب الى رئيس المجلس والطلب منه فتح المجلس وفي الوقت عينه يشددون على رفضهم ترؤسه الجلسة، والجواب الرافض لهذه الورقة أتى سريعاً من مصادر عين التينة وهذا ما سيسمعونه عندما يلتقون بالرئيس بري”.

ووصفت الأوساط ما يحدث بـ”لعبة بينغ بونغ بين الرئيس بري والقوات اللبنانية”، مشيرة الى أن “الأول لا يريد تغييب أي فريق عن الحوار، والفريق الثاني رافض لكل أشكال الحوار الذي يرأسه بري، ولذلك نحن لا نزال في الدوامة عينها، وبالتالي لدينا أمر واقع شئنا أم أبينا والرئيس بري من يملك مفتاح المجلس والثلث المعطل، ما يعني أنه لا يجب الوقوف عند الشكليات خصوصاً وأنه وافق على الجلسات المتتالية في حال ترؤسه الجلسة”.

لا تزال الآراء مختلفة ومتناقضة حيال الملف الرئاسي، ويبدو أن هذه الورقة ستنال الكثير من الأخذ والرّد قبل الوصول الى أي حلّ في هذا الملف الشائك، وتبقى الأنظار متجهة الى ما ستحمل الأيام المقبلة في طياتها من خطوات ولقاءات.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة