مبادرات الرئاسة تعيد نفسها فيما الحلّ واحد!
باتَ جلياً أن مفاوضات الهدنة التي تجري في الدوحة بين “حماس” وإسرائيل تجتاحها العراقيل، خاصةً على صعيد المناورات التي يقوم بها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، في ترسيخ أسلوبه الإجرامي، لمحاولة ضمان مستقبله السياسي على حساب دماء الأبرياء، فيما لا يزال الوضع الأمني في الجنوب على حاله من التوتر والمواجهات اليومية، وتزداد المخاوف من توسيعها وتحويلها الى حرب شاملة على وقع التهديدات المتكررة.
من جهته، أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنَّه في حال الوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة، فإنَّ جبهة الجنوب ستوقف إطلاق النار بلا أي نقاش، لكنه استدرك بالقول إنّه وجب الحذر وتوقّع أسوأ الاحتمالات من قبل العدو.
ميدانياً، توقعت مصادر أمنية عبر “الأنباء” الإلكترونية أن ينتقل “الحزب” في ردّه على الاعتداءات الاسرائيلية واستهداف قيادييه إلى التعامل بالمثل باستهداف قيادات أمنية وسياسية من العدو، وهو ما كان يرفضه في السابق مركّزاً في هجومه على أهداف عسكرية على عكس ما تفعله إسرائيل تماماً.
محلياً وفي ظلّ الوضع المعقّد الراهن، استُكملت المبادرات على خط تحقيق خرقٍ ما على مستوى الاستحقاق الرئاسي، إذ استهلَّ نواب المعارضة لقاءاتهم والكتل النيابية بغية الدعوة إلى الحوار والتشاور للتلاقي والولوج إلى خارطة طريق للمرحلة المقبلة.
بدوره، علّق النائب بلال الحشيمي على طرح المعارضة، بالقول إنّها تصبّ في سياق مد اليد للكتل السياسية بهدف إيجاد مخرج يساعد على انتخاب رئيس جمهورية، على أن يحضر النواب إلى المجلس للتشاور والاتفاق على الرئيس، بعدها يحدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري جلسة انتخاب مفتوحة لأربع دورات برئاسته على امل انجاز هذا الاستحقاق في أسرع وقت.
الحشيمي ذكّر في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية بأن كل الحوارات السابقة لم توصل الى نتيجة لأسباب معروفة، مستبعداً رغم كل ذلك انتخاب الرئيس قبل الانتهاء من حرب غزة، إذ إنَّ هذا الملف تشوبه عقد كثرة ما يؤخّر إنجازه.
من جهتها، لفتت نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتورة حبوبة عون إلى وجود مبادرات كثيرة إنما العرقلة تكمن حول أطر تنفيذها.
وإذ رأت عون في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أن الجميع يدعو للحوار لكن كل طرف يحاول وضع المعايير وفق ما يريد أو ما يخدم مصالحه، أكدت وجوب التلاقي للاتفاق على آلية التنفيذ والإطار اللازم الذي يجب اعتماده لإنجاز هذا الاستحقاق، داعيةً للإستفادة من الوقت الذي لم يعدّ لمصلحتنا.
وبانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الجارية بشأن هدنة غزة وتأثيرها على جبهة لبنان، يبقى على المعنيين استغلال حركة المبادرات وتحريك عجلة الاستحقاق الرئاسي بما يخدم مصلحة البلد، وإبعاده عن شبح الحرب الذي باتَ يُشكّل تهديداً حقيقياً لاستقراره.