المعارضة «تتسلّى»: «مبادرة» مستنسخة عن «مبادرات الوقت الضائع»!
في «مبادرة» مستنسخة عن «مبادرات الوقت الضائع»، ولا تختلف عنها إلا بتقاطعها مع إحياء عمل اللجنة الخماسية، التقى 31 نائباً من «المعارضة» سفراء الدول الخمس في قصر الصنوبر أمس، لتقديم وجهة نظرهم حول كيفية الخروج من الأزمة الرئاسية. «الحراك» هو الرابع من نوعه بعد مبادرة كل من تكتل «الاعتدال»، والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، وكلها متشابهة في مضمونها وتوقيتها وظروفها التي تحكم بانتهائها من دون نتائج تُذكر، إذ إن الجميع، في الداخل والخارج، يتقاطع عند قناعتين: لا حلّ رئاسياً قبل انتهاء الحرب، ولا من دون الاتفاق مع حزب الله.
عدا ذلك، لا تعدو هذه الحراكات كونها تعبئة وقت وتسجيل حضور!المبادرة المستنسخة عن سابقاتها، مع بعض التعديلات، تتضمن خريطة طريق لاقتراحين: الأول أن يلتقي النواب في المجلس النيابي للتشاور من دون دعوة رسمية، حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عليها في الدستور اللبناني، على أن لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهبون بعدها إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، من دون إقفال محضر الجلسة، على أن يلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب». وينص الاقتراح الثاني على أن «يدعو رئيس مجلس النواب إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقاً لصلاحياته الدستورية، وإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على أن يعودوا إلى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، من دون انقطاع ومن دون إقفال محضر الجلسة، إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب».
وعلمت «الأخبار» أن النائبين أشرف ريفي ووضاح الصادق طرحا خلال الاجتماعات التحضيرية أن يتضمّن البيان دعوة للدول المعنية بالمفاوضات والملف الرئاسي إلى فرض عقوبات على «الجهات المعطّلة للاستحقاق الرئاسي مهما علا شأن المعطّلين»، في إشارة واضحة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، غير أن بقية النواب فضّلوا عدم السير في الاقتراح.
ولفتت مصادر مطّلعة إلى أن نواب «المعارضة يدّعون أنهم ضد الأعراف والممارسات غير الدستورية، وضد تكريس الحوار التقليدي بالشكل الذي يدعو إليه رئيس مجلس النواب مدخلاً لانتخاب رئيس للجمهورية. لكنهم مع حوار فضفاض من دون دعوة رسمية ولا من يترأّس الحوار»، وسألت: «هل هذا التشاور منصوص عليه في الدستور كمدخلٍ لانتخاب الرئيس؟ ومن حدّد الدورات بأربع؟ وأليس التداعي والتشاور قبل الانتخاب عرفاً جديداً؟».
وفيما تشير المعطيات المتوافرة إلى عدم نجاح مساعي النواب الـ 31 في إقناع النائبين أسامة سعد وشربل مسعد وبقية نواب «التغيير» الثمانية بالانضمام إليهم، رأى نواب مستقلون و«تغييريون» من خارج كتلة «المعارضة» أن الاقتراحين «لا يجيبان على المشكل السياسي القائم المتمثل بتوازنات القوى داخل مجلس النواب وتوزيع الأحجام»، مؤكدين أن المبادرة كسابقاتها «لن تفضي الى نتيجة، والجميع يدرك أن خريطة الطريق المطروحة غير منطقية ربطاً بالظرف الإقليمي، وأن كل نقاش عن فصل الرئاسة عن التسوية الكبرى في غير مكانه».
ووصفت مصادر مطّلعة اللقاء مع الخماسية بأنه «كان عادياً جداً، عرض خلاله نواب المعارضة مبادرتهم، وشدّدوا على ضرورة العودة إلى بيان الدوحة في تموز 2023، الذي عرف بسقفه العالي ورفض انتخاب رئيس يكرّس غلبة فريق على آخر، وتعمّد بعضهم إيصال رسالة امتعاض من كون السقف الذي ترفعه الخماسية ضد الفريق الآخر في البلد ليس عالياً. غير أن المصادر أشارت الى أن هؤلاء «لم يسمعوا ما هو استثنائي حيال المبادرة، ولم يحصلوا على وعودٍ معينة».
الاخبار