خاص: الخارج يسأل: هل حقا يموت اللبناني تحت ركام الأزمات؟!
في ظل الوضع اللبناني الفريد من نوعه.. بل الأغرب من الغرابة.. حرب على الحدود الجنوبية وتطال بين الحين والآخر باقي المناطق.. وحرب من نوع آخر في الداخل ما بين فقر وعوز.. سياسات حُكمٍ فاشلة وانهيار اقتصادي وأمني وسياسي على مختلف الجبهات..
لكن المشهد الآخر إطلاق وزير السياحة حملة “مشوار” استقبالاً لموسم سياحي واعد ومليء بالحفلات والمهرجانات من العاصمة إلى مختلف المناطق وحتى بعض القرى الجنوبية البعيدة عن الحدود.. ناهيك عن حفلات لكبار النجوم والفنانين المحليين والعرب والغربيين.. استهلها عمرو دياب بحفل ضخم على ضفاف المتوسط في “سي سايد آرينا”..
هذه المشهدية وعلى تناقضها دفعت أكثر من صديق عربي إلى طرح السؤال بصيغة الاستغراب.. مستهجنين البكاء والعويل ورفع الصوت بأنّ اللبناني يموت تحت ركام الأزمات..
وبصريح العبارة كان جوابنا بأنّ ما يسمعونه للأسف هو الواقع الصحيح.. وما يرونه هو سراب وأضغاث أحلام.. فمن يسهرون في المطاعم والمقاهي ومَنْ تراهم قد ملأوا مقاعد حفلات هذا النجم أو ذاك على ارتفاع أسعارها.. هم واحد من ثلاث ونقول كلمتنا مع التأكيد والجزم بصدق ما نقوله..
هم إما المغتربون الوافدون من الخارج لقضاء عطلة صيفية في ربوع الوطن.. ويعتبرون أن الأسعار أصبحت أكثر رخصاً لأنهم يمتلكون الدولارات.. أو الفئة الثانية من المحليين الذين يمتلكون الدولارات ويعيشون في “اللالا لاند” لا شأن لهم بالبلد “خربت عمرت المهم الكيف”.. فيما الفئة الثالثة وهي قليلة جداً من عشاق هذا الفنان أو ذاك فيجمعون المال على مدار أشهر من أجل حفل أو سهرة “ومرّة بالسنة بتمرق”..
بينما واقع حال اللبناني أن الفقر انتشر وعَمّْ.. وأن الجوع ضرب الكثيرين وهدَّ أحوالهم.. حتى أنَّ حرب المصارف على المودعين وانهيار العملة الوطنية حوّلت الكثيرين من أصحاب الأرزاق أو الطبقة المتوسطة إلى مُعدمين يهابون المرض لأن الاستشفاء أصبح شبحاً لا قدرة لهم على تكبّد فاتورة من ثمن “فحصية” الطبيب إلى ثمن الدواء الذي حلّقت أسعاره في رحاب السماء..
وأمام هذا الشرح والتوضيح “صُفعنا” بسؤال مؤلم وموجع بحق: أين صوت هذه الإغلبية الموجوعة؟!.. أين صرخة الجوع والفقر والعوز في وجه طغيان متناتشي السلطة؟!.. أين دور الإعلام في تسليط الضوء على هذا الوجع وهذا الجوع والفقر.. بدل من الإضاءة على الحفلات والسهرات وأمسيات الخميس المنقولة مباشرة من خارج لبنان.. أو ليالي السبت العامرة شاشاتها..
صمتنا كان الجواب على الكلام المُحق ودور الناس بالتحرّك تزامناُ مع صرخة إعلامية تأجج نيران وجع الناس علّهم يصرخون من أعماق الأعماق لمواجهة سالبي حقوقهم!!
خاص Checklebanon