حرب غزة تنحسر… و«جبهة لبنان» تترقب

في وقت كشفت فيه صحيفة «نيويورك تايمز»، الثلاثاء، أن كبار الجنرالات الإسرائيليين الأعضاء في هيئة الأركان العامة يؤيدون وقف الحرب على غزة، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حركة «حماس» في السلطة في الوقت الحالي، ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن الجيش بدأ عملية تخفيف لوجود قواته في غالبية المناطق في قطاع غزة تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وهي التي يجري خلالها القيام بعمليات صغيرة نسبياً.

ومع أن بعض الأوساط لا تستبعد أن يكون هذا النشر جزءاً من خدعة عسكرية هدفها طمأنة قادة «حماس» الميدانيين حتى يغادروا الأنفاق، إلا أن أوساطاً في الأجهزة الأمنية تحدثت عن اتجاه جديد في الحرب. وقالت إن القيادة السياسية في إسرائيل تؤيد هي أيضاً هذا التوجه، وأعطت القيادة العسكرية «ضوءاً أخضر» لما سمته «إنهاء المرحلة الحالية من الحرب»، التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 269 يوماً، والانتقال بشكل تدريجي، خلال الشهر الحالي، إلى المرحلة الثالثة للحرب.

وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» (كان 11)، أن الجيش الإسرائيلي يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في محور فيلادلفيا الواقع على طول المنطقة الحدودية الفلسطينية المصرية، جنوب قطاع غزة، وكذلك في «ممر نتساريم» الذي يفصل الاحتلال من خلاله المناطق الشمالية من قطاع غزة عن المناطق الجنوبية. وسيستخدمهما نقطة انطلاق لعمليات حربية عينية سيقوم بها لمواجهة خلايا مسلحة أو اغتيال قادة وغير ذلك من العمليات.

وكان رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، قد صرح في الأسبوع الماضي، بأن عملية اجتياح رفح التي تهدف إلى القضاء على قدرات «حماس» العسكرية، تقترب من نهايتها. وإنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقاً تهدف إلى منع «حماس» من إعادة ترتيب صفوفها، وذلك عبر شن عمليات اقتحام ومداهمة وانتشار مركزة مصحوبة بهجمات جوية.

Palestinians, who fled the eastern part of Khan Younis after they were ordered by Israeli army to evacuate their neighborhoods, ride on a vehicle loaded with belongings, amid Israel-Hamas conflict, in Khan Younis in the southern Gaza Strip July 2, 2024. REUTERS/Mohammed Salem

وذكرت «كان 11» نقلاً عن مصادر مطلعة على المداولات بين المستويين السياسي والعسكري، أن القيادة السياسية في إسرائيل صادقت على «الانتقال تدريجياً إلى المرحلة الثالثة من الحرب خلال الشهر الحالي»، واستدركت بالإشارة إلى أن «العملية الانتقالية نفسها ستكون مرتبطة بالمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن والمفاوضات (مع حزب الله) في لبنان». وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يعتزم «إبقاء قواته في محور فيلادلفيا وفي الممر الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه في هذه المرحلة أيضاً، وفي الوقت نفسه تنفيذ مهام وعمليات محددة في القطاع»، في محاولة لمواصلة الضغط العسكري على حركة «حماس» في ظل تعطل جهود الوسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى.

وأكدت مصادر سياسية في تصريحات إلى «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي أن هذه القرارات اتخذت في المداولات الأمنية التي عقدها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في القيادة الجنوبية وفرقة غزة، مساء الأحد الماضي، بمشاركة وزير الدفاع، يوآف غالانت، وكبار قادة الجيش الإسرائيلي و«الشاباك»، والتي استعرض جهاز الأمن خلالها «تطور العمليات في غزة، والاستعداد للمراحل المقبلة». وخلال الاجتماع، طلب الجيش من القيادة السياسية «4 أسابيع إضافية لاستكمال العملية في رفح»، أي حتى نهاية الشهر الحالي. وذكرت القناة أن الجيش بحاجة لهذه «النافذة الزمنية للتعامل مع الأنفاق المتبقية في رفح ومحور فيلادلفيا»، الذي يحتله الجيش الإسرائيلي منذ نهاية مايو (أيار) الماضي، لكن مصادر أخرى تحدثت عن 10 أيام لإنهاء العملية في رفح.

واستعرض كبار المسؤولين في الجيش و«الشاباك» «التقدم الذي جرى إحرازه» في العمليات البرية في قطاع غزة، ورأوا أن «الإنجاز العسكري» الذي تحقق في غزة «كبير بما فيه الكفاية، بحيث إنه في حالة اضطرار إسرائيل إلى وقف القتال، سواء بسبب التوصل إلى صفقة تبادل أو بسبب احتمال التوصل إلى تسوية في الشمال، فإن الجيش سيكون قادراً على القيام بذلك».

وشدد الجيش خلال الاجتماع، بحسب «القناة 12»، على أنه «رغم التقدم الذي جرى إحرازه، فإنه لا ينبغي أن يكون هناك أي إعلان عن انتهاء الحرب»، وذلك حتى «إعادة جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، الأحياء والأموات على حد سواء»؛ وأكدت أن الجيش يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في «مركزين تكتيكيين مهمين داخل القطاع: محور فيلادلفيا وكذلك في ممر نتساريم».

Displaced Palestinians from areas in east Khan Yunis arrive to the city as they flee after the Israeli army issued a new evacuation order for parts of the city and Rafah, in the southern Gaza Strip on July 2, 2024, amid the ongoing conflict between Israel and the Palestinian Hamas militant group. (Photo by Eyad BABA / AFP)

الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة