كل المبادرات مجمّدة: الرئاسة… ما بعد بعد غزة والجنوب!
مع تأرجح الاحتمالات حول مصير البلد بين توسع الحرب ونجاح الديبلوماسية تراجع الاهتمام بالاستحقاق الرئاسي، بل يبدو أن المبادرات جميعها جمّدت إن كانت محلية أو خارجية، فيما بقيت القوى السياسية على مواقفها، لا جلسات انتخاب من دون حوار، ورفض للحوار، فما مصير الاستحقاق؟ وهل يبقى البلد من دون رئيس؟
أوساط “القوات اللبنانية” أشارت لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “كل المبادرات مجمّدة، ومن أفشلها هو فريق الممانعة، بتمسكه بمرشحه سليمان فرنجية، وبالحوار، ونحن كقوات نرفض تثبيت هذا العرف، وهذا الموقف معروف وواضح”.
ولفتت الأوساط إلى أن “المسألة الرئاسية أصبحت متعلقة بحرب غزة، وما سيؤول إليه الوضع في جنوب لبنان، بحيث يبدو أن الحرب وشيكة بين حزب الله واسرائيل، إلا إذا نجحت الديبلوماسية في ربع الساعة الأخير، وبالتالي ستأتي التسوية الكبرى بعدها، وسيكون الملف الرئاسي تابعاً لملف الترتيبات في الجنوب، وهنا ستحصل تنازلات، بحيث تتنازل الممانعة في بعض الأمور، والفريق السيادي يقدم تنازلات في البعض الآخر، ليلتقيا على تسوية مشتركة”.
في المقابل، رأت أوساط الثنائي الشيعي في حديث لموقع “لبنان الكبير أن “ما نعيشه في الملف الرئاسي اليوم هو رهانات خاسرة جديدة لفريق امتهن هذا النوع من الرهانات، هم يعتمدون اليوم على تطرف (بنيامين) نتنياهو وجنون اسرائيل، بل يتمنون لو تشن حرباً مدمرة على المقاومة تكسر بها شوكتها، باعتبار أن هذا الأمر يدفعها إلى التنازل في ملفات داخلية، ولكنهم يخطئون الرهان في كل الجوانب، فالاسرائيلي يحاول تجنب الحرب مع المقاومة، مهما علا صراخ تهديداته، الواقع الميداني لا يشي بحرب، بحيث أن ما يردنا من الميدان أن الجيش الاسرائيلي في موقع دفاعي لا هجومي، وعلى أية حال حتى لو قرر توسيع الحرب فالمقاومة جاهزة، وستخرج منتصرة، وعندها لا عزاء لهؤلاء المراهنين”.
وسخرت الأوساط مما اعتبرته “انتظار بعض القوى السياسية لنتيناهو”، مشيرة إلى أن هؤلاء “يرفعون شعار السيادة، وينتظرون أن يتحرك العدو بما يمكن أن يستفيدوا منه سياسياً، وإن فشل هذا الرهان سيحاولون الرهان على دونالد ترامب، وإن فشل سيبحثون عمن يراهنون عليه لمحاولة تحقيق نصر في مكان ما، والمضحك أنهم يحاضرون بنا بالسيادة، أي سيادة هي التي تراهن على الخارج؟ بل أكثر هم يحاولون تحريض الخارج على خصوم في الداخل، أي سيادة هذه؟ هم سياديون بالاسم فقط، جل ما يريدونه هو السلطة ولو بأي ثمن، حتى لو أدى ذلك الى تدمير البلد”.
لكن ما الذي يضمن أن الترتيبات الأمنية الاقليمية في حال حصلت ستشمل الاستحقاق الرئاسي؟ هل تركت الدول الكبرى كل مشكلات العالم وأًصبحت تسعى الى حل مشكلات لبنان؟ هل تقدم الاستحقاق الرئاسي على ملفات الصين وأوكرانيا؟ بل هل يأتي قبل استعمار المريخ أو بعده بالأهمية؟ ربما يجب على القوى السياسية أن تسأل هذه الأسئلة، لا سيما أن البلد يعيش طبيعياً اليوم من دون رئيس، هناك تعطيل في الشؤون السياسية ويجري الالتفاف حول تعطيل القوانين عند الضرورة، والحكومة تسيّر الأعمال، والمواطن لا يهتم إن كان هناك رئيس جمهورية ولا حتى بقية رؤساء الدولة، فهمه كيف يؤمن قوت يومه ويعيش حياته، وآخر همه من يجلس على الكراسي.
محمد شمس الدين- لبنان الكبير