أسعار الشقق جنوباً “لقطة”… والايجارات “نار” “هيدي إذا لقيت”!
متغيرات كثيرة ساقتها الحرب القائمة في الجنوب انعكست على العديد من جوانب معيشة المواطن اللبناني ومنها نمط حياته الذي تغير بفعل النزوح، ما جعله يخفض سقف طموحاته، راضياً بالقليل الذي يؤمن له أساسيات الحياة التي تبقيه صامداً وآمناً من الاستهدافات.
ولأن مجازفات الحرب كثيرة، وتحمل وجهين، أحدهما الاستثمار والآخر تحويل الممتلكات إلى “كاش” يصعب استهدافه مثل البيوت والمؤسسات، فالكثير من مالكي العقارات في الخطوط الأمامية أو على خط النار، يعرضها للبيع بسعر مغرٍ تفادياً لخسارتها بصورة كلّية، فتبقى الخسارة الجزئية أفضل من لا شيء.
في الآونة الأخيرة، ازدادت الصفحات والمجموعات الالكترونية التي تعرض شققاً للبيع في مختلف المناطق، غالبيتها في الجنوب ومحيط منطقة صور، بأسعار مخفّضة، لم نكن نصادفها قبل الأزمة الاقتصادية، والحرب اليوم. في حين ارتفع الطلب على شقق الايجار وارتفع بدل ايجارها بنسبة كبيرة، نتيجة الحاجة الماسة للنازحين من أماكن الصراع الباحثين عن مأوى آمن، فأصبحوا فريسة للتلاعب والاستغلال.
عباس درويش، صاحب مكتب للعقارات، يقول لموقع “لبنان الكبير” إن أسعار الشقق التي نشهدها اليوم ليست الأسعار الحقيقية والفعلية، و”اللي بيعرف بالعمار، بيعرف انو الكلفة أكتر بكتير من السعر المطلوب”، مشيراً إلى أن الكثير من الناس عرض عقاراته للبيع بسبب خوفه من الحرب، ومعظم هؤلاء الأشخاص باع شققه بداية الحرب، عندما كان مؤشرا الخطر والخوف مرتفعين، إلاّ أن المقتدرين مادياً “ما رح يكبوا” ممتلكاتهم بأسعار بسيطة، لأنهم يعلمون أن الحرب ستنتهي وسترتفع الأسعار من جديد.
يضيف درويش: “الحرب جمّدت الأسعار، فاليوم يمكنك شراء شقة في النبطية أو محيطها بسعر 25 و30 ألف دولار، وهذه الأسعار لم تكن موجودة قبل الأزمة الاقتصادية، بحيث كان معدل الأسعار يبدأ من 65 ألف دولار”. ويؤكد أن السوق العقارية لا تضعف، خصوصاً في الحرب، فالكثير من الأشخاص المقتدرين مادياً يبحثون عن استثمارات جيدة، “يعني قد ما يشتري ذهب، قدّي بدو يحمل؟”، فالأفضل هو العقارات ولا سيما على المدى الطويل.
أمّا من جهة أخرى، فهناك إقبال كبير على سوق الأراضي، لأن نسبة المجازفة قليلة جداً، اذ في حال تعرضت للقصف “شو بدو يتأثر؟”، لذلك سوق العقارات الكبيرة مثل الفلل شبه متوقفة، “مين بدو يحط رأسماله ببناء؟”.
والنقطة الأهم التي يلفت إليها درويش هي أن النازحين الميسورين يقبلون على شراء الشقق في مناطق النزوح، أولاً لأن أسعارها “لقطة”، ثانياً كي لا ينفقوا أموالهم على الايجارات المرتفعة، فهكذا يحفظون مدخراتهم.
وبعد 9 أشهر على الحرب، لا يزال الطلب “نار” على شقق للإيجار بحسب درويش، مشيراً إلى أن الأسعار أصبحت مضاعفة، فاليوم الأسعار تبدأ من 350 دولاراً، “هيدي إذا لقيت”، في حين كانت الأسعار في السابق بين 150 و200 دولار.
ولا يمكننا أن ننسى المغتربين الذين يرفعون الطلب على البيوت وخصوصاً المفروشة منها.
لبنان الكبير