ربحت “القوات” جولة وخسرت المعركة: جعجع أحرج بكركي وتركها وحيدة

ربحت “القوات” جولة وخسرت المعركة، إذ إنها نجحت في إقناع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالتخلي عن فكرة جمع الأقطاب الموارنة الأربعة في بكركي مع أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين، ولكنها لم تنجح في حجب الشرعية المسيحية عن المرشح الرئاسي سليمان فرنجية وتثبيتها بختم فاتيكاني.

لم يكن رئيس حزب “القوات” سمير جعجع يعلم أن بارولين التقى فرنجية الاثنين في السفارة البابوية لساعة ونصف الساعة، وكان اهتمامه منصباً على نزع الطابع السياسي عن لقاء بكركي بتوسعته وعدم حصره بالأقطاب الاربعة وإضفاء الطابع الروحي عليه، لكي لا يقطفها فرنجية ويستغلها لصالح ترشيحه، فاستفزّ جعجع بكركي بغيابه ولم يصل الى هدفه بقطع الطريق على فرنجية.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، رسالة عتب وصلت من البطريرك الراعي الى جعجع، وخصوصاً أنه عمل بالصيغة التي رآها جعجع مناسبة، فأحرج بكركي بمقاطعته وتركها وحيدة.

وتشير معلومات موقع “لبنان الكبير” الى أن بارولين مستاء من الأطراف المسيحية لتباعدها وعدم قبول الالتقاء في ما بينها والتواصل والتشاور من أجل التوافق على حل الأزمة الرئاسية، ويعتبر أن التوافق المسيحي الحقيقي سيُحرج بقية المكونات وسيجعلها تسير بالخيار الثالث. غير أن بارولين عقد اجتماعين أساسيين: الأول مع سليمان فرنجية إذ لم يطلب منه الانسحاب من السباق الرئاسي ولكنه شدد على التوافق من أجل انتخاب الرئيس، ولُمس من توجهه الجنوح نحو المرشح الثالث من دون ذكر أي اسم وضرورة جلوس الأطراف مع بعضها من دون شروط مسبقة.

أما الثاني فكان وفق معلومات موقع “لبنان الكبير” على شكل دردشة جانبية بين بارولين وموفد جعجع الى بكركي النائب بيار بوعاصي، إذ سأل الموفد الفاتيكاني عن رأي “القوات” بالتسوية، فكان جوابه أن احترام الدستور أساسي، ومن يشلّ البلد بالتعطيل وبعدم فتح مجلس النواب لانتخاب الرئيس، لن يقبل بتسوية الا اذا كانت تعود لمصلحته ولمرشحه الرئاسي، وحتى ولو وافق على التسوية فيمكن أن ينقضّ عليها في أي وقت ولن يجد من يردعه لأن المكونات اللبنانية تتعامل معه سلفاً على أنه قوة كبرى ولا تستطيع أن تواجهه لا بالسياسة ولا بغير السياسة، و”من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب”، وتجربتا الطائف والدوحة خير دليل على مصير التسويات وفشلها.

رواند ابو ضرغم- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة