زيارة «مشبوهة» لمدة ساعة للسفير الألماني إلى مواقع «القيادة العامة» في الناعمة!
خرجت زيارة السفير الألماني كورت جورج شتوكل شتيلفريد، يرافقه وفد من السّفارة، إلى الناعمة لتفقّد عمليات إخلاء «الجبهة الشعبيّة – القيادة العامّة» لعقارات في الناعمة وحارتها، عن سياق الأعراف الدبلوماسيّة، خصوصاً بعدما تقصّدت السفارة تسريب خبر الزيارة الأولى من نوعها إلى أحد المواقع الإلكترونيّة. وطرحت الزيارة الكثير من علامات الاستفهام حول سببها والدور الأمني الملتبس للسفارة في هذا الإطار، وكيفيّة موافقة مديريّة المخابرات في الجيش على هذا الأمر، خصوصاً أنّ لهذه المناطق خصوصيتها الأمنية ويُمنع على أي كان دخولها من دون الاستحصال على موافقة من الجيش.
وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أنّ الزيارة استمرت نحو ساعة بحجة اطّلاع شتيلفريد على عمل المجموعة الاستشاريّة للألغام «MAG» التي تعمل على مسح المناطق المحيطة بالأنفاق وتنظيفها من الألغام تحت إشراف المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام. وبحسب المصادر، فإنّ قادة من «القيادة العامّة» كانوا حاضرين وقت الزيارة لكنهم لم يبدوا رفضهم لها لعدم إثارة الاستفزاز، بعدما نجحت السفارة في الاستحصال على موافقة المخابرات. علماً أن لا دور للسفارة الألمانيّة في عمل الشركة الألمانيّة باعتبارها شركة غير حكوميّة، وإن كان تمويل المشروع حكومياً.
وبعدما أثار هذا الخبر استياء سياسياً، عادت السفارة الألمانيّة لتصدر بياناً معدّلاً أشارت فيه إلى أن سبب الزيارة هو تفقّد عمل «MAG»، من دون ذكر تفقّد العقارات التي أخلتها «القيادة العامّة».
واستغرب النائب قاسم هاشم الزيارة، وتساءل في بيان: «أليس هذا خارج كلّ الأصول الدّبلوماسيّة وتجاوزاً للسّلطات اللّبنانيّة؟ وهل استأذن أحد لمثل هذه الزّيارة الهادفة والحسّاسة؟، وكأنّ أمور وطننا متفلّتة خارج أي التزام سيادي ودبلوماسي». ودعا وزارة الخارجية والحكومة إلى «وضع حدّ لتفلّت بعض السّفراء من الالتزامات والأصول واللّياقات، كي لا يكون وطننا مستباحاً ودون ضوابط، وكأنّ بعض الخارج أصبح وصيّاً على الإرادة الوطنيّة». وأوضح هاشم لـ«الأخبار» أنّه لم يتمكّن من الحصول على إجابة من المعنيين عن «هذه الزيارة المشبوهة التي تثير الكثير من علامات الاستفهام».
الاخبار