لكلّ هذه الأسباب… الحرب في لبنان مُستبعدة في الوقت الحاضر

نقل الموفد الأميركي الرئاسي آموس هوكشتاين رسائل حازمة إلى المسؤولين اللبنانيين حول وجوب التقيّد بالقرار ١٧٠١ الذي يبقى الناظم الحقيقي للوضع على الحدود الجنوبيّة، ولو أن التّصعيد المضبوط هو عنوان المرحلة راهناً.

وتشير مصادر واسعة الاطّلاع إلى أن هنالك جملة أسباب تحول دون إندلاع حرب في هذه المرحلة:

أولاً، المفاوضات الأميركية – الإيرانية التي تسير بموازاة حرب غزة ورفح والجنوب، تشير إلى أننا مستعدّون للدّخول في التسوية الشاملة في المنطقة.

ثانياً، الولايات المتحدة الأميركية تستعدّ بعد منتصف آب للدخول في السّباق إلى البيت الأبيض، والرئيس الحالي جو بايدن لا يناسبه إندلاع حرب بين حزب الله والعدو الإسرائيلي أو إشتعال المنطقة بما فيها من مصالح أميركية، لأن هذا الأمر يستفيد منه منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.

ثالثاً، الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مرحلة إعادة تأسيس حكمها بعد مقتل رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، وتُحضّر أوراقها لأي تفاهم مُحتمل مع أميركا أو السعودية وفق إتفاق بكين. كما ان طهران لن تُفرّط بورقة الحزب وهي ما زالت تراقب وضع حماس في غزة.

رابعاً، تنحو أوروبا في العادة إلى الحلول الديبلوماسية للصراعات الدّائرة، وتلعب فرنسا دوراً بارزاً على صعيد إحتواء التصعيد نظراً لمصالحها التاريخيّة والإستراتيجيّة في المنطقة ولبنان على وجه الخصوص، لناحية دور شركة «توتال» في عمليات التنقيب عن النفط.

خامساً، روسيا والصين لديهما اعتباراتهما الخاصة لتفادي الحرب، فالأولى لديها قاعدة عسكرية في المياه السورية ولم تُفرّط بهذا المُكتسب الذي خاضت من أجله أقوى المعارك للدّفاع عن نظام بشار الأسد في سوريا الذي يحتضن مصالحها. والثانية يهمّها بدء طريق الحرير لتسويق منتوجاتها على مستوى العالم أجمع.

لكلّ هذه الأسباب، فإن الحرب في لبنان مُستبعدة في الوقت الحاضر.

 اللواء

مقالات ذات صلة