أبرز خطابات السيد منذ 7 تشرين الأول: الحرب مع لبنان تعني حرباً إقليميّة!
كثيرة هي الرسائل التي أوردها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، الذي يمكن وصفه بأنه واحد من أبرز الخطابات منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول الماضي، فالسيد هذه المرة تطرق الى ملف الجبهة اللبنانية بشكل مفصل، بما يتواءم مع حساسية هذه المرحلة التي تهدد فيها العدو الاسرائيلي بشنّ حرب واسعة على لبنان.
أصبح واضحاً أن حزب الله لا يُريد توسيع الحرب، وما تصعيد الحزب في الأيام الماضية سوى محاولة لخلق المزيد من الردع بوجه “اسرائيل” التي تهدد لبنان يومياً، فكان الخطاب تكملة لما ورد من مشاهد عاد بها “هدهد” المقاومة من ميناء حيفا، فالحزب يقول للعدو بوضوح أنه لا يريد الحرب، ولكنه جاهز لها إن وقعت، وستكون آثارها كبيرة جداً على “اسرائيل” في البر والبحر والجو.
كان لافتاً بحسب مصادر سياسية متابعة كلام السيد نصر الله عن البحر الأبيض المتوسط، ورغبة اطراف جديدة بالمشاركة في الحرب وتهديد قبرص، فكل هذه الملفات تدل على أمر واحد وهو أن الحرب مع لبنان ستتحول الى حرب إقليمية.
بالنسبة الى النقطة الأولى، فإن الحزب أعلن أنه خلال الحرب مع لبنان سيتحول البحر الابيض المتوسط الى “بحر أحمر” جديد، وهنا لم يعن السيد نصر الله قيام حزب الله لوحده بذلك، وهو قادر من خلال ما يمتلكه من أسلحة متطورة، بل دخول كل محور المقاومة على خطّ الحرب. وبالتالي، فإن المقصود بالبحر كان السفن والبواخر التجارية والعسكرية، وأيضاً الاهم منصات الغاز “الاسرائيلية” التي تعتبر استراتيجية بالنسبة للكيان وأميركا والدول الأوروبية أيضاً.
أما كلام السيد عن قبرص فينبغي وضعه في نصابه الصحيح، فالحزب لا يسعى لخلق عداوة بين لبنان وقبرص، فهو ربط موقفه بفتح مطارات قبرص أمام الطيران الحربي “الاسرائيلي” لشن الهجوم على لبنان، وهذا الفعل اذا حصل ستكون قبرص قد أعلنت بنفسها الحرب على لبنان وفق القوانين الدولية، وما تقوم به قبرص من تعاون مع “اسرائيل” بهدف محاكاة حرب على لبنان هو الفعل “غير اللطيف” . ولكن هنا أيضاً لم يكن السيد يقصد ضرب قبرص بقدر ما قصد أن الحرب مع لبنان ستكون حرباً شاملة في المنطقة ككل، وسيكون هناك الكثير من اللاعبين.
هذه الرسالة استكملت من خلال الحديث عن طلبات ترد الى محور المقاومة من قبل أطراف غير مشاركة بالحرب بعد، تطلب القتال ضد “اسرائيل”، ورغم أن السيد قال أن الجبهة قد لا تحتاج الى كل هذا العدد، الا أن الرسالة واضحة وسبق وتم الحديث عنها، حيث يمتلك الحزب مقاتلين في كثير من الدول مستعدون للمشاركة بأي حرب واسعة. ولن يجدر التوقف عن “حركة طالبان” بالتحديد، حيث تطالب الحركة التي لديها علاقات مميزة مع ايران المشاركة بالقتال، وهنا رسالة قوية تتعلق بعلاقة الحزب بالحركات الاسلامية السنية على وجه التحديد، وهذا الكلام له وقعه في كثير من الدول العربية التي فيها حركات اسلامية، “الاخوان المسلمين” على وجه الخصوص.
لم يُعلن السيد نصر الله الحرب، ولكنه كان جاداً بأن الحرب إن وقعت ستكون حرباً لم تشهد المنطقة لها مثيلاً، وهو بذلك يزيد من مستوى الردع، فمن وجهة نظر الحزب المنطقة تبدلت ومحور المقاومة لم يعد لقمة سائغة، وأي حرب مقبلة ستهز كيان “اسرائيل”.
محمد علوش- الديار