وثيقة بكركي لن تبصر النور قريباً :“الواتساب” يشعل خلاف “التيار” و”القوات”

يبدو أن وثيقة بكركي لن تبصر النور قريباً في ظل الانقسامات العمودية الحاصلة بين الأقطاب المسيحيين، وبعد الاجتماع الأخير الذي عُقد قبل شهر تقريباً عاد هؤلاء الأقطاب الى إتهام بعضهم البعض بتعطيل إصدار هذه الوثيقة من خلال تحميل كل طرف الآخر مسؤولية تعطيلها وتأخيرها.

وبعدما جرى الحديث عن أن ما يعوق إصدار هذه الوثيقة هو عدم تسمية “التيار الوطني الحر” سلاح “حزب الله” غير الشرعي وتجنب التطرق اليه فيها، كنوع من الحماية أو إخراجه من الكلام الواضح الذي يمكن أن يأتي ضمن وثيقة يجتمع عليها فرقاء عدة، كشفت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن الخلاف بات أعمق خصوصاً وأن مصادر “القوات” توحي بأنها تنتظر ردّ “التيار” على طرح سبقت وتقدمت به، و”التيار” يقول الكلام نفسه، فما حقيقة هذا الخلاف ومن ينتظر ردّ الآخر؟

مصادر تكتل “الجمهورية القوية” أكدت لـ”لبنان الكبير” أن “القوات بانتظار التيار، وهناك طرح تقدمنا به من حيث الصيغة منذ شهر تقريباً أو أقل، بحيث يكونوا واضحين في ما يتعلق بتسمية سلاح حزب الله ولا زالوا يدرسونه، والوثيقة واقفة بانتظار التيار، والأجواء أنهم يعملون على صيغة وعندما ينتهون سيعاودون طرحها علينا”.

في المقابل، نفت مصادر “التيار” عبر “لبنان الكبير” هذه الأخبار، مشيرة الى أن “القوات تنتظر ردنا حيال النص المتعلق بالوثيقة وتحديداً البند المتعلق بتسمية سلاح حزب الله غير الشرعي، وفي الجلسة الأخيرة التي عمرها أقل من شهر، تقدّم عضو تكتل لبنان القوي النائب جورج عطا الله بطرح نصّ وافق عليه كل الحضور بما فيه القوات اللبنانية، وبعد مرور 24 ساعة على الغروب المشترك على الواتساب أشار ممثلو القوات وحركة الاستقلال الى أنهما يريدان التريث لدراسة النصّ، وعلى هذا الأساس وقف الموضوع، والمؤكد أن الأمور ليست واقفة لدينا، وهذا التراجع أتى منهم وليس منا”.

وبعد إعادة التواصل مع مصادر تكتل “الجمهورية القوية”، علّقت عبر “لبنان الكبير” على هذه المعطيات بالقول: “غير صحيح هذا الكلام، في كل مرة كان يأخذ أحد النصّ أو البند ويُراجعه ويضع ملاحظاته عليه، ولا يمكن لأحد أن يوافق على النص في اللحظة نفسها، والاجتماعات ليست مع رؤساء الأحزاب ليُتخذ القرار مباشرةً، ولكن بوضعنا وتمثيلنا لأحزابنا كل واحد منا يعود الى مرجعيته ويُراجع ويُعيد تقديم ملاحظاته، ونحن بانتظار التيار وليس العكس، ومن يدعي عكس ذلك اما تكون نيته سيئة أو لا يدرك شيئاً”.

وأوضحت المصادر أن “التيار أخذ النص عدة مرات وأعاده ووضع ملاحظاته عليه، ونحن أيضاً أخذنا النص ووضعنا ملاحظاتنا وقدمناها، لكن في المرة الأخيرة التيار قال نحن ندرس ونُعد وسنجاوب على الشق المتعلق بتسمية سلاح حزب الله ونحن لا نزال بانتظارهم”.

اذاً، أمام كل هذا الأخذ والردّ يبقى المعلوم واحد أن وثيقة بكركي تزداد صعوبة إصدارها كل يوم أكثر وأكثر نتيجة الخلافات الضيقة بين “التيار” و”القوات” على البند الأساسي المتعلق بسلاح الحزب، ويبدو أن “التيار” يسعى جاهداً وعلى الرغم من كل خلافاته مع الحزب الى عدم خسارته أو ضربه في موضوع حساس كهذا يتعلق بالسلاح، فمتى تُحل كل هذه الخلافات، وتصدر الوثيقة؟

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة