هل فشل “هوكشتاين”: ساعة الحقيقة بعد رفح!؟
طغى المشهد الميداني عند الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل أمس على المشهد الديبلوماسي الذي ردّد أصداء مهمة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة وموفده إلى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين غداة مهمته المكوكية الأخيرة بين تل ابيب وبيروت. ذلك أن السخونة التصعيدية العالية التي استعادتها الجبهة لم تقتصر على المواجهات الميدانية بل انسحبت على الحرب الكلامية التي دارت رحاها مباشرة بين الجيش والمسؤولين في إسرائيل من جهة والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي بدا واضحاً أنه شاء توظيف الأثر القوي الذي تركته “صدمة” الشريط المصور “هدهد” فوق حيفا بالمضي في تهديد إسرائيل من مغبة شنها حربا شاملة على لبنان ملوحا باقتحام الجليل وبقتال “بلا سقوف او ضوابط”. كما أن إسرائيل في المقابل بدت كأنها أدرجت مقتل أربعة من مقاتلي “حزب الله” أمس في يوم واحد في اطار انتقامها من “الوحدة الجوية” للحزب.
مع ذلك، فان ضجيج التهديدات المتبادلة على وقع عودة السخونة إلى الواقع الميداني لم يحجب معطيات اكتسبت دلالات دقيقة حول الضغط الأميركي الكبير الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية مدعومة من كثير من الدول ذات الأدوار الإقليمية النافذة لمنع تفلت الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية بما يترجم التحذير الذي نقله هوكشتاين الى بيروت أول من امس. وبحسب أوساط ديبلوماسية واكبت الأجواء اللبنانية المتصلة بتحرك هوكشتاين، فإن المراجع الرسمية وتحديداً رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة كانا أمس في حال ترقب لاتصالات من هوكشتاين ليضع الجانب اللبناني في أجواء محادثاته “الاستلحاقية” التي أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو مساء الثلاثاء بعدما عاد الى تل ابيب عقب زيارته لبيروت. وتشير هذه الأوساط إلى أن سخونة الوقائع الميدانية لا تعني أبداً أن مهمة هوكشتاين توقفت أو فرملت بل إن المعطيات تؤكد أنه ماضٍ فيها بلا تراجع بما يعكس ضمناً أنه وإن لم يحقق اختراقاً لجهة وقف النار والمواجهات على الجبهة اللبنانية، إلا أنه “لم يفشل” في مسعى إعادة ضبط الوضع الميداني على وقع “قواعد اشتباك” تمنع الحرب الكبيرة المفتوحة من الانفجار.
علماً أن الموفد الأميركي يمارس سياسة توزيع التحذيرات المتوازنة على إسرائيل في خطورة استدراجها لإيران في أي حرب محدودة او واسعة، وعلى لبنان في خطورة ترك “حزب الله” ينزلق به إلى حرب مدمرة. وقالت إن التقديرات الأكثر جدية بعد مهمة هوكشتاين الأخيرة تشير إلى أن “ساعة الحقيقة” بالنسبة إلى مصير الجبهة اللبنانية يرتبط بنهاية العملية الإسرائيلية الجارية في رفح التي أبلغت إسرائيل إلى هوكشتاين أنها اقتربت من نهايتها، إذ عندها ستتكشف حقيقة النيات والخطط لا سيما منها الإسرائيلية حيال وضع “الجبهة الشمالية” أي مع لبنان.
وكانت معلومات وزعت أمس، أشارت إلى أن هوكشتاين طمأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أن الأجواء إيجابية في ما يخص مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وأن دولة قطر تسعى بكل جهدها لإتمام الأمر. ولفتت المعطيات إلى أن هوكشتاين أكد أن الأمور تحت السيطرة وأن الأجواء ما زالت إيجابية في ما يخصّ الحرب بين لبنان وإسرائيل.
النهار