هوكشتاين عاد خائباً الى تل أبيب: ”الهدهد” حاضر!
في العقل الأميركي الباطني هاجس واحد؛ هو طمأنة الاسرائيلي بعدم تدحرج الوضع الأمني في الشمال الى حرب كبرى لتقريشها في انتخاباته الرئاسية، على اعتبار أن جبهة جنوب لبنان تؤثر على المفاوضات غير المباشرة الحاصلة بين إسرائيل و”حماس” وتحصّن شروط المقاومة، وأن ضبط “حزب الله” يجعل “حماس” تقبل بمقترح جو بايدن بثغراته المكشوفة (كما وصّفه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله).
وعلى هذا الاساس، كسر المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين التزامه السابق بعدم العودة الى لبنان الا بعد انتهاء الحرب على غزة لبدء المفاوضات الرسمية بشأن الحدود الجنوبية، وزار بيروت من دون أن يقدم أي جديد باستثناء السؤال عن امكان إعادة جبهة الجنوب الى قواعد اشتباكها، والحد من التصعيد الى حين التوصل الى حل في غزة، بالاضافة الى سؤال “حزب الله” عبر الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي عن إمكان الضغط على “حماس” للقبول بالمقترح الأميركي.
الا أن هوكشتاين عاد خائباً الى تل أبيب. ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” سلّم “حزب الله” جوابه الرافض لإعطاء الضمانات بتهدئة جبهة الجنوب والرافض للتدخل مع “حماس” عبر الرئيسين بري وميقاتي، لأن القرار هو بيد “حماس” حصراً وهو في غير الوارد أن يكون وسيطاً للأميركي أو الاسرائيلي، في صفقة يراد منها باطلاً لغزة وللفلسطينيين، إذ تسترد إسرائيل أسراها ويعود بنيامين نتنياهو الى إبادته وجنونه وإجرامه. فلماذا يتدخل “حزب الله” إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع مجرد أن تمون على إسرائيل بوقف الحرب على غزة وتضمين الاتفاق وقفاً دائماً لإطلاق النار؟
وما بين سطور رد الحزب رسالة واضحة بأن “زمن الأول تحوّل… ولا أحد يستطيع تهديدنا” على الرغم من أن هوكشتاين لم يهدد ولم يتوعّد ولم ينقل أي رسالة إسرائيلية تصعيدية. ولكن الواضح أن الاسرائيلي مستمر بمعركته في غزة وهو من أفشل المقترح الأميركي، في حين أن جبهات الاسناد جميعها، وعلى رأسها جبهة جنوب لبنان، باقية وقابلة للتصاعد طالما أن الاسرائيلي مستمر بآلة القتل والابادة في القطاع.
وتقول مصادر “الثنائي الشيعي” لموقع “لبنان الكبير” إن “لا خطة ب” يناقشها “حزب الله” أو وردت اليه ولا أي حلول سيتحدث بها مع هوكشتاين أو غيره، طالما أن الحرب مستمرة في غزة، وليس هناك أي اتفاق منجز مع الأميركيين باستثناء الموقف اللبناني الواضح بجاهزية تطبيق القرار 1701، إذ إن هذا الموقف الوحيد المتفق عليه، وبقية التفاصيل مرحّلة الى ما بعد غزة، وكل الأفكار التي قُدّمت عبر الأميركيين أو القطريين من ترتيبات جديدة أو تعزيز للجيش تُناقش لاحقاً بانفتاح.
وتختم المصادر أن لبنان لا ينتظر من هوكشتاين أي جواب، وهو أُعيد الى قواعده بعدم العودة الى بيروت قبل اكتمال الحل في غزة. أما ما عرضته طائرة “الهدهد” من أهداف عسكرية استراتيجية فوصلت رسالتها الى الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ باتت جميعها تحت مرمى نيران المقاومة، وأي جنون يدفع الى توسعة الحرب، سيطلق يد “حزب الله” لخوض معركة من دون سقوف ولا ضوابط براً وبحراً وجواً، ولن تكون المنطقة والاقليم بمنأى عنها، وقبرص ضمناً.
رواند بو ضرغم- لبنان الكبير