ما هو الحلّ الرديف الذي يعمل عليه هوكشتاين على نار هادئة… لتجنب المواجهة؟
تتميز جولة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين ومهمته المكوكية الجديدة بين لبنان والكيان “الاسرائيلي” عن سابقاتها، لا سيما انها جاءت في ضوء التصعيد الاخير في المواجهات بين حزب الله والعدو، وتفاقمه الى حافة الانزلاق نحو حرب واسعة ومفتوحة.
وقبل ان يأتي الى بيروت وضع هوكشتاين في حسابه، ان مهمته هذه المرة يجب الا تنحصر في العمل على خفض وتيرة التصعيد، وان ترتقي الى مستوى البحث في سبل وضع حد للحرب على الحدود الجنوبية للبنان.
وعلى عكس ما تردد في بعض وسائل الاعلام، فان هوكشتاين لم يحمل تهديدا او انذارا اخيرا للبنان. ويؤكد مصدر مطلع ” ان مثل هذا الامر لم يحصل ابدا، وان الموفد الاميركي لم يذكر اية عبارة تتضمن تهديدا او تحذيرا للبنان، فمن اين اتى البعض بمثل هذه المعلومة”؟
ويضيف المصدر ” انه من السابق لاوانه الحديث عن نتيجة جولة الموفد الاميركي الجديدة “، لافتا الى انه “ركز في حديثه مع الرئيس بري على مضمون ما صرح به بعد اللقاء، وتحديدا عندما قال ” ان وقف النار في غزة ينهي الحرب، او حل سياسي آخر ينهي الصراع على جانبي الخط الازرق، ويخلق ظروفا لعودة النازحين الى منازلهم في الجنوب، وكذلك الامر للمدنيين على الجانب الاخر”.
ولم يكشف المصدر عن تفاصيل الحل السياسي الذي اشار اليه هوكشتاين، لكنه اشار الى انه “تحدث هذه المرة عن هذا المسار الثاني لانهاء الصراع على جبهة لبنان، وتجنب اندلاع حرب واسعة على هذه الجبهة”.
ووفقا لاجواء محادثاته في بيروت بعد عودته مرة ثانية الى الكيان “الاسرائيلي”، فان هوكشتاين يعمل على نار هادئة لانضاج تسوية الوضع على جبهة لبنان، بالتوازي مع اجواء الضغط الذي تمارسه الادارة الاميركية، لتطبيق التسوية التي اعلنها الرئيس بايدن لانهاء حرب غزة.
وتقول المعلومات ان هوكشتاين ابدى تفاؤلا بترجمة تسوية الرئيس الاميركي، ورأى ان الوقت حان لحل يتعلق بالوضع على الحدود بين لبنان و”إسرائيل”. وتضيف المعلومات ان هذا الحل يحتاج الى جهد ووقت، لذلك فان الموفد الاميركي يركز على ضبط ايقاع الصراع على جبهة لبنان، ريثما تنضج او يكتمل هذا الحل.
وبرأي مصادر سياسية مطلعة فان الحل الذي يعمل عليه هوكشتاين يتجاوز القرار ١٧٠١ وعناصر التسوية التي كشف النقاب عنها منذ اسابيع.
وبموازاة ما حمله الى بيروت، جدد هوكشتاين النصيحة الاميركية للحكومة “الاسرائيلية” لعدم القيام بحرب واسعة على جبهة لبنان، نظرا للمخاطر التي يمكن ان ينتج عنها ولتداعياته في المنطقة. وذكر بموقف واشنطن المعارض لتوسيع الحرب على هذه الجبهة.
وفي شأن التهديدات “الاسرائيلية” التي ترافقت مع زيارة هوكشتاين، يقول مصدر في “الثنائي الشيعي” ان المسؤولين الصهاينة تباروا منذ اندلاع الحرب في اطلاق التهديدات ضد لبنان من حين لآخر، وما سمعناه مؤخرا يندرج في هذا الاطار.
ويشار في هذا المجال الى الاحصاء الذي اجرته “الدولية للمعلومات”، والذي يفيد بان عدد التهديدات “الاسرائيلية” بلغ ١٧٨ تهديدا على لسان كبار المسؤولين ( نتنياهو، غالانت، بني غانتز، هاليفي، بن غفير وسموتريش ) ومنها على سبيل المثال لا الحصر ” سنعيد لبنان الى العصر الحجري “، ” سنجعل بيروت كغزة”.
ويقول المصدر ” اننا لا نخشى التهديدات “الاسرائيلية”، وقد عبر بري غير مرة عن هذا الموقف، وابلغه للموفدين الغربيين مرارا. اما التهويل بحرب واسعة فالرد عليه كان واضحا وحاسما على لسان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بقوله “ان المقاومة في لبنان لا تخشى حربا، وهي على اتم الجاهزية لاي حرب، واذا ارادوها نقول لهم يا هلا ومرحبا”.
ومع زيارة هوكشتاين المصحوبة بالتهديدات “الاسرائيلية”، جاء الجواب والرد المركب على لسان بري الذي اكد ان التهديدات لا تخيفنا، ومن خلال عملية الهدهد التي شكلت رسالة ردع مفادها ان بنك اهداف حزب الله جاهز، وان مواقع ومرافق العدو مكشوفة. كما اكدت قدرة الحزب على خرق منظومة الرصد والاعتراض “الاسرائيلية”، وفشلها في وقف عمليات المسيرات على انواعها في عمق كيان العدو.
محمد بلوط- الديار