خاص: صدّق أو لا تصدّق.. “أضحى” اللبنانيين … شعب مش حاسس ببعضه”!
رغم كل الظروف التي مرّت على البلد.. لم أعهد “عيد أضحى” كالذي عايشته يوم أمس.. عيد حزين ووجوه كالحة تحاول رسم الابتسامة فقط لأنّ “التبسّم صدقة”.. فيما واقع الحال لا راحة بال ولا طمأنينة.. بل سرقة للفرح رغم أنف الزمان..
الأطفال لاهون ما بين المراجيح وأحراش وكرنفالات العيد من العاصمة إلى صيدا وصولاً إلى الشمال.. لكن العين بأساسها على الجنوب والشعار الأوحد “بالنسبة لبكرا شو؟!”.. يسألون بعضهم البعض: “شو سامعلنا؟!”.. وكأنّ كلمة تطمين من هنا أو كلمة ترهيب من هناك ستقلب موازين راحة البال أو التوتر.. سواء أمنياً وعسكرياً أو حتى حياتياً ومعيشياً..
ويستمر الوجع الجنوبي حارقاً خارقاً.. يسمع أهل القرى البعيدة عن الحدود “دبيب” الضربات الموجهة إلى المناطق الحدودية.. ويرتقي الشهداء يومياً فيما الحياة مستمرة.. لأنه من الضروري استمرارها ولا يأس مع الحياة.. وليس كما يقول البعض “فِدا…”
موائد تنوّعت بعضها بعيني رأيته عامراً ومطاعم ينتظر روّادها توفير كرسي وطاولة.. في المقابل عربات وبسطات الملبن والشوكولا والسكاكر.. توزعت على مفارق الطرقات في العديد من شوارع بيروت.. وتحت حر الشمس الحارقة ولو ساحت السكريات وفسدت الشوكولا.. المهم تبقى فرحة العيد بدخول الأب حامل بيده القليل من الحلوى..
ليبقى أن البحر أو النهر تسيّدا الموقف أول أيام العيد.. حيث استغل كثيرون حلول العيد يوم أحد فيمّموا وجوههم شطر البرودة في ظل حرارة الطقس التي قاربت أن تكون “بروفة حية عن جهنم”.. فتفرّع الشباب وجمعت النسوة نراجيلهن وحملوا الكوانين والمناشف واتجهوا إلى حيث يمكن ترطيب القلب بما تيسّر.. ولو كان هذا التيسير أصبح باهظاً على البعض.. لكنه في الـ”سان بلاش” أو الأنهار غير المسيطر عليها من هذا وذاك.. يبقى الموضوع أوفر..وارخص..
ولن أتناول ملابس العيد وزينته ولا حتى معموله الذي ما عاد بمتناول الناس.. لكن سأقلب الصورة إلى حفل عمرو دياب في “سي سايد أرينا” عشية عيد الأضحى.. الذي كان عامراً بأكثر من 22 ألف حاضر.. بل وتسبب بإغلاق الشوارع الرئيسية للعاصمة نظراً للزحام المروري الذي سببه الإقبال الكبير على الحفل قبل انطلاقه بساعات.. و”يا عيب الشوم على شعب مقسوم.. ومش حاسس ببعضه”.. فئات تسرق الفرحة ليشعروا أنهم أحياء.. وفئات يعيشون الحياة بطولها وعرضها على حساب الآخرين”..
مصطفى شريف- مدير التحرير
(الصور من غوغل)