71 شهيداً مدنيا منذ 8 تشرين!
تشيّع دير قانون النهر (قضاء صور) اليوم الشهيدتين دلال عز الدين وسالي سكيكي، ضحيتي الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة جناتا المجاورة ليل أول من أمس. الشهيدتان وحوالي عشرين جريحاً سقطوا بعدما سوّت غارة عنيفة مبنى مجاوراً بالأرض وتسبّب عصفها بأضرار جسيمة في المبنى الذي يسكنونه. سقط جدار على عز الدين، وهي والدة لستة أبناء وبنات في الاغتراب، بعدما كانت قد انتهت للتوّ من توضيب حقائبها استعداداً للسفر صباح اليوم التالي لزيارة ولدين لها في إحدى الدول الأفريقية.
بعد وفاة زوجها قبل نحو عامين، استأجرت مع ابنتها دنيا التي أصيبت بجروح، الشقة التي قُتلت تحت ركامها في مبنى بين جناتا ودير قانون النهر. مع بدء العدوان الإسرائيلي، استقطب الحي الذي سكنته عشرات العائلات النازحة من البلدات الحدودية، وبقيت المنطقة آمنة حتى بعد استهداف منزل خالٍ في أطراف دير قانون المجاورة قبل أشهر.في المبنى نفسه، في الحي الهادئ، كما يوصف، سكنت سكيكي (25 عاماً) مع والدتها وشقيقها محمد (14 عاماً) الذي أصيب بجروح. لدى وقوع الغارة، كانت الوالدة خارج المنزل، فيما سالي جالسة على الشرفة وشقيقها نائم في الداخل. في منزل جدها لأبيها، «أبو نعيم»، في دير قانون، اصطفّت المعزّيات حول جدتها التي كانت تعدّد صفات «النجمة التي انطفأت» و«الحلوة والشاطرة والمجتهدة».
منذ سنوات تطوّعت في فريق الإسعاف التابع لكشافة الرسالة الإسلامية في بلدتها. بعد دراستها التزيين النسائي وعملها في هذا المجال، عادت إلى المدرسة لتعويض ما فاتها نتيجة انتقالها من أفريقيا إلى لبنان. تقدّمت العام الماضي بطلب حر للمشاركة في امتحانات الشهادة المتوسطة وكانت تخطط لنيل الشهادة الثانوية ودخول الجامعة. ليل أمس، وصل والد سكيكي، حسين مع ولديه علي وعباس من حيث يعملون في إحدى الدول الأفريقية.
شهادة عز الدين وسكيكي رفعت عدد الشهداء المدنيين منذ 8 تشرين الأول الماضي إلى 71 بينهم 29 امرأة و12 طفلاً. ومنذ بداية حزيران الجاري، استشهد الشقيقان محمد وعلي قاسم جراء غارة استهدفت منزلهما في حولا. وقبل أيام، استهدفت غارة الموظف في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي الشهيد صالح مهدي بينما كان يتنقّل على دراجة نارية أثناء عمله في صيانة شبكات المياه في بلدته الناقورة.
الاخبار