تغيير جذري في علاقة بري – باسيل … تذليل ما تبقى من عقبات!
على الرغم من التشكيك القوي القائم حول جدوى المبادرة التي اطلقها “التيار الوطني الحر”، وانتقادات المعارضة لها، والتساؤلات المحيطة بأسرار العلاقة الناشئة بين الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل، وجدوى الاجتماعات واللقاءات السياسية، ما دام “الثنائي الشيعي” على موقفه حيال ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، فيما يرفع باسيل مجددا “الفيتو” الذي لم يسقطه اصلا عن فرنجية. وعلى الرغم من كل ما يقال عن تعاون قائم على مصلحة بين بري وباسيل، فإن تقارب عين التينة وميرنا الشالوحي كما تقول مصادر سياسية، سيكون له ارتدادات إيجابية على الساحة الداخلية سوف تظهر تباعا مع الوقت.
في الشكل والمضمون اختلفت العلاقة كثيرا بين رئيس المجلس و”التيار الوطني الحر”، فالتغيير تقريبا “جذري” وشامل، بحسب مصادر الطرفين ، والتقارب واضح حول ضرورة إتمام الاستحقاق وحول الآليات الرئاسية. ومع انه من المبكر بعد إحصاء وتقييم نتائج الانفتاح بين عين التينة وميرنا الشالوحي، فان التقارب حقق إنجازات كثيرة على الرغم من بقاء عوائق في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي الذي يدور في حلقة مفرغة، كما في ملفات ساخنة ايضا سيكون حلها عملية معقدة ايضا، إلا ان الأمر الجديد والأساسي بين بري وباسيل يتمثل بوقف التشنجات أولا، والتواصل المستمر لإحداث اختراق رئاسي وتذليل العقبات القائمة.
وتؤكد المصادر ان التواصل المفتوح بين بري وباسيل وصل الى مرحلة سياسية متقدمة، فرئيس التيار يملك تطمينات بأن التشاور اذا حصل لن يتحول الى عرف، لكنه يتحفظ عن الضمانات التي يمتلكها، كما يتفهم بالمقابل مطالب عين التينة، فبري لديه أسبابه حيال رفض الجلسات المفتوحة وتحويل المجلس هيئة ناخبة فقط، مما يؤدي الى تعطل وشل المجلس في ظل الحاجة الملحة اليوم الى إبقاء التشريع قائما. لا يمكن اعتبار الانقتاح بين عين التينة والشالوحي تفصيلا عاديا، تقول المصادر، على الرغم من الأجواء التي تؤكد ان بري لن يتخلى عن الحوار كمدخل أساسي للعملية الانتخابية.
وما يتردد في صالونات المعارضة من حديث مفاده، ان باسيل انطلق الى المبادرة من حسابات خاصة، فهو يريد الخروج من الجمود السياسي، ويحاول تأدية دور بيضة القبان رئاسيا، واعادة التموضع عند كل الأطراف، بحيث لا يقطع علاقته مع أي طرف، كما ان هناك مصلحة مشتركة بين بري وباسيل بتوجيه رسالة الى المجتمع الدولي، لرمي تهمة تعطيل المسار الإنتخابي في ملعب الآخرين.
ولفتت مصادر مراقبة ان التقدم بين ” الوطني الحر” و”القوات” لم ينتقل الى عين التينة ومعراب، فـ “القوات” رأس حربة فريق المعارضة ، وبقيت على رفضها المطلق لأي حوار يكرس الأعراف السياسية بالمطلق، وهذا ما عرض علاقتها مع رئيس المجلس النواب لانتكاسة قوية مؤخرا،ولم يسبق ان وصلت الأمور الى هذا المستوى. فجبهة عين التينة – معراب مشتعلة بالمناوشات والرسائل العابرة بسبب المقاربة الرئاسية المختلفة. فتلاقي الطرفين وتفاهمهما رئاسيا بات مستحيلا، تؤكد المصادر، بعد ان اضحت “القوات” في الطرف المعارض دائما لخيارات عين التينة، كذلك اختفت تقريبا العلاقة المميزة بين معراب وعين التينة التي شكلت نموذجا، إذ كانت تجمع في الوقت نفسه بين المودة والخصوصية السياسية ، بدليل ان نواب “الجمهورية القوية” لم ينتخبوا نبيه بري لرئاسة المجلس في الدورات الانتخابية، ومع ذلك لم تتدهور العلاقة كما يحصل.
المشكلة بين معراب وعين التينة سياسية و “رئاسية” حيال مفهوم الجلسات الانتخابية، ومعادلة الحوار الذي يسبق الانتخابات ومن يرأس الطاولة. من وجهة نظر عين التينة فالرئاسة لا يحركها إلا طاولة الحوار، ويتطلع رئيس المجلس الى تطبيق الآليات الدستورية ، بالمقابل تتهم “القوات” رئيس المجلس بتعطيل التشريع بالدعوة الى الحوار والجلسة الواحدة بدورات متتالية تنتهي بالتأجيل مع تعذر انتخاب رئيس.
تباين “القوات” وبري يتوسع الى مقاربة الوضع في الجنوب والقرار ١٧٠١ ، اذ تعتبر عين التينة ان أخطر ما يحصل يكمن بممارسة الضغوط على المقاومة في منتصف المعركة الجارية، وتخطى الأمر الحواجز التقليدية باتهام “القوات” بالسعي الى الفيدرالية وإجهاض الحوار.
ابتسام شديد- الديار