هل إسرائيل مخترقة للمنظومة الأمنية لـ “حزب الله”؟ هل مسلسل الاغتيالات يؤثر على هيكلية الحزب العسكرية؟
يستمر مسلسل الاغتيالات الاسرائيلية لقادة “حزب الله” الميدانيين، إذ منذ تحويل الجنوب اللبناني الى جبهة مشاغلة، دعماً ونصرة لقطاع غزة، كثف العدو الاسرائيلي عمليات الاغتيال لقادة الحزب الذين يتولون مسؤوليات ميدانية وتنفيذية مختلفة على أرض المعركة، فضلاً عن قيادات عسكرية واستخبارية إيرانية في سوريا. وكان آخر القادة الذين اغتيلوا جراء ضربة إسرائيلية طالب سامي عبد الله، الذي أكد الحزب أنه “القيادي الأعلى” فيه الذي يقتل منذ بداية التصعيد مع اسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر.
إعتماد إسرائيل سياسة الاغتيالات، يطرح سؤالين جوهريين:
-هل إسرائيل مخترقة للمنظومة الأمنية لـ “حزب الله”؟
-هل مسلسل الاغتيالات يؤثر على هيكلية الحزب العسكرية؟
يجيب خبير متخصص بالشؤون العسكرية على السؤال الأول بالقول: “ان إسرائيل لا تريد وقف إطلاق النار في المنطقة قبل تحقيق بعض الأهداف (ولو بالحد الأدنى)، وفي الوقت نفسه لا تريد التورط في حرب شاملة مع حزب الله، لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث خطر كبير على الشرق الأوسط. لذلك، تعمد إسرائيل التي تملك بنك معلومات وأهداف عن الحزب إلى توجيه ضربات موجعة له، من خلال إغتيال قادتها الميدانيين، أعتقاداً منها أن ذلك من شأنه أن يربك الحزب عسكرياً”.
ويكشف أن “تركيز إسرائيل على استهداف قادة حزب الله الميدانيين يثبت التفوق التكنولوجي والاستخباراتي على الحزب”، معتبراً أن “إسرائيل تنفذ هذه الاغتيالات وفق خطة مبرمجة، أطلق عليها اسم النسر والزواحف، وهي تعتمد استراتيجية عسكرية تشبه ما يفعله النسر عندما يرى فريسته”. كما يكشف أن الجيش الاسرائيلي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لضرورات استخباراتية وفق بنك أهداف، ترصده الطائرات المسيرة فتكشف وجهه بالصور حتى لو كان في سيارة بزجاج داكن، لأن التقنية الاسرائيلية قادرة على اختراق عظام الوجه وبصمات الصوت، عبر النظام التكنولوجي “غوسبل” الذي يعتمد أيضاً على عملاء أرضيين وصور جوية وبصمات الصوت وكل إشارة تصدر عن الأجهزة اللاسلكية.
بالنسبة الى السؤال الثاني، لا تنفي مصادر الحزب القدرات المخابراتية الاسرائيلية المدعومة من كل الأجهزة الغربية، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن المعلومات المخابراتية التي يمتلكها الحزب، هي مصدر أساسي للإحداثيات التي يعتمدها لإستهداف المواقع والمراكز والتجمعات العسكرية الاسرائيلية، فضلاً عن أبراج الرصد والمراقبة والتحكم، حيث ألحقت بها أضرار كبيرة، والأهم من كل ذلك، تمكن المقاومة من إبطال فاعلية “القبضة الحديدية”، ما تسبب في إرباك كبير لدى قيادة العدو.
وتجزم المصادر بأن “الحزب لديه قدرات لوجيستية ومخزون كبير من القيادات والكوادر المؤهلة لتولي المواقع التي تشغر بسبب الاغتيالات، لذا فإن الاستراتيجية المتبعة من العدو، غير قادرة على إضعاف الحزب”.
إن مواصلة إسرائيل إتباع سياسة الاغتيالات لقادة “حزب الله”، من الممكن أن تتسبب في مزيد من التصعيد والتفلت من أي ضوابط، خصوصاً مع تعثر كل مساعي وقف اطلاق النار في غزة، ما قد يشعل جبهة الجنوب، وبالتالي يزيد من إحتمالية توسع الصراع في المنطقة وفرصه.
زياد سامي عيتاني- لبنان الكبير