“ميني حرب” جنوباً: تصعيد غير مسبوق!
«ميني حرب»، واقع الحال الذي يعيشه الجنوب اللبناني في ظل التصعيد العسكري غير المسبوق بين «حزب الله» وإسرائيل التي وسّعت من دائرة عدوانها واغتالت أرفع مسؤول عسكري خلال غارة على بلدة جويا – قضاء صور، ما دفع «الحزب» إلى الردّ بإطلاق عشرات الصواريخ على منطقتي حيفا وطبريا.
وفيما استبعدت أوساط سياسية لـ»نداء الوطن» تدحرج الأمور إلى حرب واسعة، لم تسقط المخاوف من تصعيد إسرائيلي أكبر هرباً من الأزمات الداخلية، وخاصة بعد التطورات السياسية على مدى اليومين الماضيين وأبرزها قرار مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، ورد «حماس» على المبادرة الأميركية.
وتوقفت الأوساط أمام استهداف طالب عبد الله «الحاج «أبو طالب» وثلاثة من عناصر «الحزب» في بلدة جويا – قضاء صور للمرّة الأولى، البعيدة عن خطوط المعارك المباشرة ( 20 كلم)، وعند طريقة الاغتيال بطائرة مسيرة ألقت عدة صواريخ على منزل كانوا يتواجدون فيه ووصفته بأنه «تصعيد لافت».
يقول منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة لـ»نداء الوطن» إن «المقاومة في حرب مع إسرائيل ومن يدعمها، والتصعيد على الجبهة الجنوبية ملفت جداً، فالمقاومة قصفت شمال إسرائيل بمئات الصواريخ وأصابت أهدافها الإستراتيجية والعسكرية بدقة متناهية في حيفا وطبريا على عمق 40 كلم، ولم تستهدف المدنيين، بينما عمّقت إسرائيل استهدافها ووصلت إلى الهرمل نحو 140 كلم، من دون أن يعني ذلك أنها حققت أهدافها»، معتبراً أن «المقاومة باتت ترسل أسراباً من الطائرات الإنقضاضية بعدما دمّرت منظومة المراقبة التجسسية بعد استهداف قاعدة ميرون العسكرية وأعمدة المراقبة على طول الحدود والمناطيد وفقأت عينيها، ما يجعل القبة الحديدية عاجزة عن التصدي لها».
وإذ نوه بإسقاط المقاومة للمسيّرات على مختلف أنواعها، أوضح «أن المقاومة لم تعلن عن نوع الصواريخ، بينما قالت إسرائيل إنها استخدمت صواريخ صقر 358 وهو لا يحمل على كتف، مداه 100 كلم وارتفاعه 10 كلم وفيه رأس متفجر وكاميرا ويعمل على الاشعة ما فوق الحمراء، فيما طائرة هرمز تحلّق على ارتفاع 9 كلم، وهذا يعني أنه يمكن أن يصيب الطائرات الحربية وهذه هي الرسالة التي أرادت المقاومة أن تصل».
وتساءل شحادة «ربما يكون لدى المقاومة صواريخ أرض – جو أكثر فعالية ودقة، وهي من المفاجآت التي تظهرها تباعاً وفق تطور الميدان، وهي رسالة ردع لإسرائيل كي لا تستبيح سماء لبنان وأنه إذا قرّرت الحرب الواسعة فإنها أول ما تستخدم سلاح الجو، وبات من الممكن التصدي له».
إسقاط المسيرات
ومع إسقاط «حزب الله» طائرة مسيرة من نوع «هرمز 900» يرتفع عدد المسيّرات التي أُسقطت منذ 8 تشرين الأول 2023 إلى سبع، ثلاث مسيرات من نوع هرمز 900، مسيّرتان من نوع هرمز 450 ومسيّرتان من نوع «سكاي لارك». وترك إسقاط المسيّرات الإسرائيلية ارتياحاً لدى أبناء الجنوب وتحديداً في منطقتي صور والنبطية إذ يجمعون على أهمية المعادلة الجديدة في تقييد حرية التحليق خاصة بعدما اعتمدت إسرائيل أسلوباً جديداً في ترهيب المواطنين يتمثل بخرق جدار الصوت على علو منخفض عدة مرات في اليوم. ويقول حسن سرور لـ»نداء الوطن»: «بات على العدو الإسرائيلي أن يحسب ألف حساب أثناء قيادته للطائرات المسيرة والحربية في سماء الجنوب وهو الذي كان يعربد فيها ليلاً ونهاراً»، بينما يؤكد أحمد علي ناصر أنه شاهد الطائرة الأخيرة التي سقطت وهي تهوي «ولا أخفي سرّاً، عادت بنا الذاكرة إلى عام 1982 حيث أسقطنا للعدو طائرات».
ميدانيّاً، وبالعودة إلى عملية جويّا التي نفّذتها إسرائيل، أعلن «حزب الله» في بيان، أنّ عناصره استهدفوا مصنع »بلاسان» للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الآليات والمركبات لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة وأصابها إصابة مباشرة». وقصف «مقرّ قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا». كما استهدف «التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». وأيضاً «تحركاً لجنود العدو داخل موقع المالكية بقذائف المدفعية وحققنا إصابة مباشرة». في السياق، أعلن أنّه «قصف المقر الإحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز إحتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد» بعشرات صواريخ الكاتيوشا».
في المقابل، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات متتالية على أطراف عدد من القرى والبلدات في القطاع الغربي من قضاء صور. كما استهدف قصف مدفعي وفوسفوري شرق بلدة العديسة. وأغار الطيران الحربي على المنطقة بين دير سريان والطيبة وسجل قصف فوسفوري على بلدة العديسة. كما أغارت مسيرة على أطراف بلدة مركبا -خلة مكنة. وأفيد عن اصابة مسعف من «الهيئة الصحية الإسلامية» ونجاة فريق من «كشافة الرسالة الإسلامية» خلال قصف ساحة مركبا.
محمد دهشة- نداء الوطن