“أمل” – “قوات”: أي مواجهة مع عين التينة غير متكافئة حتماً!
اكتفت حركة “أمل” بالحد الأدنى من السجالات مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إثر اتهاماته لرئيسها الرئيس نبيه بري، بعدما اعتادت أن تسارع عبر رموزها الى ردود قاسية وصاعقة. وأعطى المعنيون في الحركة إجابات فحواها أنها ما خفضت صوتها من باب العجز او القصور، بل إنفاذا لتوجه ضمني قضى بالأمر ويلتزمه المعنيون.
عضو هيئة الرئاسة في الحركة، عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب قبلان قبلان تناول اتهام جعجع الاخير للرئيس بري بأنه يستخدم سلطته ليفرض بدعا دستورية لم ترد أصلا في اتفاق الطائف وتعتمد مبدأ أن يسبق دوما الاستحقاقات الدستورية حوار سياسي يفضي الى إنتاج حل موقت، وقال: “لا شيء يوجب ان نرد به على هذا الفريق السياسي، الا انه ما انفك يعيش أجواء “مرحلة مخايل ضاهر او الفوضى”، لانه لا يزال نصير الفوضى. وربما من المرات النادرة تعتصم حركة “أمل” بالصمت او تكتفي بالحد الادنى من الكلام والردود، وهذا لم يمكن أمرا اعتباطيا، بل هو نابع من رؤية ودراية لما يبتغيه جعجع من اهداف معلنة ومضمرة من وراء جرنا الى دائرة المساجلة اليومية معه. فالواضح ان جعجع اختار اتباع نهج المخاشنة معنا، كجزء من خريطة طريق يعمل على هديها منذ فترة طويلة، عنوانها العريض ان يكرس نفسه زعيما مطلقا وقائدا أوحد لفريق المعارضة في البلاد، واستطرادا يجد أن الفرصة الذهبية لبلوغ هذا الهدف متاحة الآن بكل الحسابات، وان عليه ألا يفوّتها لأنها قد تمرّ كالسحاب ولا تتكرر. المنطق السياسي العقلاني يثبت ان اي مواجهة مع عين التينة هي حتما غير متكافئة. فليس خافيا ان ثمة اعترافا داخليا وإقرارا خارجيا بأن بري هو المرجعية الضرورية لكل الذين يسعون الى إيجاد حلول والبحث عن تسويات لأزمات البلاد، وفي مقدمها الازمة المستعصية الناجمة عن الشغور الرئاسي. ولقد بات معلوما ان كل السعاة وحاملي المبادرات والعروض لهذه الازمة التي توشك ان تدخل عامها الثاني، اختاروا عن سابق وعي ودراية ان تكون بوابة عين التينة المعبر الاساسي الذي عليهم سلوكه للمضي قدما في مساعيهم وجهودهم” .
وأضاف قبلان: “كل العابرين أقروا بشكل او آخر بأن الدعوة التي سبق للرئيس بري ان اطلقها الى طاولة حوار وطني ضمن مشروع زمني محدد لا تنتهي قبل التفاهم على رئيس جديد او صيغة تقود الى انتخاب هذا الرئيس، وهو امر لا يمكن تجاهله او الاعتراض عليه او الاستغناء عنه”.
وهذا الرد يوازي بالمقدار نفسه الرد الذي قدمه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على كلام للرئيس فؤاد السنيورة اتهمه فيه بأنه قد تخلى عن الصلاحيات الممنوحة له وسلّم الرئيس بري زمام المبادرة ي موضوع الاستحقاق الرئاسي، والذي قال فيه ان التشاور الذي يجريه مع الرئيس بري في هذا الشأن سبق للرئيس السنيورة ان خاضه معه.
ويخلص المقربون من بري انه عازم على المضي قدما في ما بدأه للوفاء بتعهده وانهاء زمن الشغور الرئاسي، لذا فهو يتكامل ويتناغم مع مبادرات اللجنة الخماسية ومبادرتي كتلة “الاعتدال الوطني” و”اللقاء الديموقراطي”، فضلا عن المبادرتين الفرنسية والقطرية.
النهار