ثلاثة أسباب تضاعف التمسّك بفرنجية..

المبادرات هي كلام «الكوكتيل» الذي يسبق الدخول إلى صالة العرس

تتوالى المبادرات وتتشابه. مبعوثون دوليّون وقوى سياسيّة لبنانيّة تسعى نحو المرجعيّات بهدف الاتفاق على مخرج للفراغ الرئاسي، بصفر نتيجة. حتّى الساعة لا تقدّم أُنجز ولا فجوة فُتحت في الحائط المسدود في التواصل بين الجميع، وكأنّ الجميع بات مدركًا أنّ الوقت يجب أن يُمرّر بأيّ طريقة ممكنة، وأنّ المبادرات هي كلام «الكوكتيل» الذي يسبق الدخول إلى صالة العرس.

مصدر قياديّ في فريق الثامن من آذار، يكشف أنّ من بين كلّ المبعوثين الذين التقوا القيادات السياسيّة اللبنانيّة، لم يبحث أحد بمخرج جديّ لموضوع الرئاسة، وأنّ المبعوثَين الأميركي هوكستين والفرنسي لودريان لا يملكان بعد طرحًا فعليًّا للرئاسة. تشير المعلومات إلى أنّ كلّ ما نُقل عن لقاءات السفيرَين كان طروحات تتعلّق بالحرب فقط لا غير، باستثناء طرح واحد وغير جدّي، أتى بمثابة جسّ النبض، وهو يربط الحرب بالداخل اللبناني وبحلول للفراغ الرئاسي.

وبحسب المعلومات، فإنّ الطرح أتى قبَيل التصعيد العسكري الكبير لـ«حزب الله» في الأسبوع الأخير، حيث يتركّز الرأي الأوروبيّ والفرنسيّ تحديدًا على أنّ الفرصة باتت مؤاتية لضرب عصفورين بحجر واحد، من خلال طرح حلّ ما جنوبًا يرضي الطرفين اللبناني والإسرائيلي، على أن يأتي مقابله تعهّدًا فرنسيًّا أميركيًّا بالضغط على حلفائهما من أجل تمرير عدد من الملفات الداخليّة وعلى رأسها ملف الرئاسة بما يرضي الثنائيّ الشيعيّ.

يؤكّد المصدر أنّ هذا الطرح، والذي يشدّد على وضعه ضمن إطار جسّ النبض من دون أيّ طرح جدّي ورسميّ له، يرفضه الثنائي رفضًا قاطعًا، انطلاقًا من فكرة مبدئيّة تقوم على عدم مقايضة أيّ إنجاز عسكريّ بمكسب سياسيّ داخليّ، وأنّ مسألة الصراع الوجوديّ مع العدو، والذي باتت تتقدّم به المقاومة، بحسب تعبير المصدر، لا يمكن التفريط بها من أجل مكاسب داخليّة بات الثنائيّ قريبًا من تحصيلها من دون «جميلة» أي طرف خارجيّ.

في هذا الإطار، ورغم استبعاد أكثر من مصدر الذهاب نحو خطوة عملانيّة في ملف الرئاسة وما يتبعه من ملفّات حكومية خلال الحرب، ما زال الثنائيّ الشيعيّ، وتحديدًا «حزب الله»، متمسّكًا بشكل كبير بترشيح رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية للرئاسة. وإنّ الأجواء في هذا الإطار لا تفيد إلّا إلى أنّ مرحلة ما بعد الحرب، والتي لا تزال مجهولة المعالم الزمنيّة، ستشهد تمسّكًا أكبر بفرنجية بناءً على عدد من النقاط:

– رغم رفض الحزب لإقحام ملف الحرب بالداخل اللبناني، إلّا أنّه لا يرى نفسه بموقع المتنازل.

– ملفّات عديدة مُقبل عليها لبنان تحتاج لشخصية متماهية مع المقاومة من جهة، وقادرة على التواصل السليم والقوي مع المحيط العربي وتحديدًا سوريا وهذا ينطبق على فرنجية الآن بنظر الحزب.

– بالنسبة للحزب، يشكّل فرنجية مع كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي حلقة مريحة لا تزيد من الضغط الداخلي، بل بإمكان الثلاثة معًا تذليل أي عقبة باستخدام العلاقات الجيدة والقديمة فيما بينهم.

ببساطة، الرئاسة مؤجّلة الى حين البتّ بمصير الحرب، ولكن واقع الأمور يقول انّ أسهم سليمان فرنجية ترفعها اليوم صواريخ «حزب الله»، وانّ التراجع عن اسمه تحت أيّ معادلة هو أمر غير مطروح بتاتًا.

الجمهورية

مقالات ذات صلة