أيار كان شهر النار… والمواجهات الى تصعيد إضافي!

على وقع الطرح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، يستمر التصعيد الميداني في الجنوب اللبناني، حيث يسعى الإسرائيلي لمحاولة فرض قواعد جديدة داخل المعركة، بالمقابل يسعى حزب الله لإسقاط محاولات الإسرائيلي من خلال الاعتماد على أكثر من تكتيك عسكري في الأيام القليلة الماضية.

كان شهر أيار الأقسى على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، إذ نفذ الحزب خلال هذا الشهر فقط 325 هجوماً، بزيادة بلغت 87 عملية عن شهر نيسان الماضي، وهذه الزيادة مردّها بالطبع الى بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في منطقة رفح داخل قطاع غزة، حيث كان القرار لمواجهة هذه العملية زيادة التصعيد على كل جبهات المساندة ومنها لبنان.

كذلك تكشف مصادر متابعة للوضع في الجنوب أن عمليات حزب الله خلال شهر أيار تبدلت وتغيرت، فالحزب استعمل تكتيكات جديدة يواجه الجيش الاسرائيلي صعوبة كبيرة بمجاراتها، وعلى رأسها العمليات الجوية لسلاح المسيرات، حيث هناك اعتراف اسرائيلي بعدم قدرة الجيش على ضبط هذا السلاح، وآخر عملياته كانت في نهاريا حيث شكلت الضربة هناك عنواناً لمرحلة جديدة من الحرب بين الحزب واسرائيل.

كذلك من الضربات الموجعة للإسرائيلي كانت إسقاط المسيرة هيرميز 900 وهذه الطائرة تحتاج الى سلاح جو متطور لإسقاطها كونها تحلق على علو مرتفع وتشكل فخر الصناعة الاسرائيلية، وتُشير المصادر الى ان استهداف هذه الطائرة بمعزل عن أهميته خلال الحرب ودلالاته العسكرية لما يمتلكه الحزب من سلاح مضاد للطائرات، يشكل ضربة كبيرة للصناعات العسكرية الاسرائيلية وعقود الشراء التي تعقدها الدول مع الكيان لأجل الحصول على هذه الطائرة.

تؤكد المصادر أن توسيع نطاق العمليات من جانب الحزب سببه توسيع نطاق الاستهداف من جانب العدو حيث شهدت منطقة إقليم التفاح نهاية الاسبوع الماضي أكثر من هجوم جوي اسرائيلي، ويبدو اليوم أن نطاق مساحة المعركة تبدل بشكل كامل حيث أصبحت العمليات الاسرائيلية شبه يومية على منطقة اقليم التفاح، ولذلك كان لا بد من توسيع مقابل، سيستمر طالما استمر العدو في توسيع العمليات.

خلال شهر أيار أيضاً كان لافتاً استخدام حزب الله لتكتيك ضرب المواقع الاسرائيلية من مسافة صفر، وفي هذه العملية إشارة بحسب المصادر الى أن المقاومة جاهزة لاستخدام تكتيك جديد يقوم على أساس اقتحام المواقع الاسرائيلية، وهذا ما يدركه العدو الذي تقول تقديرات جيشه وأجهزته الأمنية أن حزب الله استخدم 5 في المئة فقط من أسلحته خلال الأشهر الماضية، وهذا ما تؤكده المصادر أيضاً التي تشير الى أن الحزب استخدم عددا محدودا جدا من أنواع الاسلحة التي يمتلكها، كاشفة أن الحزب تمكن خلال أشهر الحرب من تجديد مخزونه من الصواريخ التي أطلقها، كما أضاف عليه، ليؤكد بذلك أن كل الضربات الاسرائيلية التي سعت الى قطع طرق إمداده فشلت بتحقيق أهدافها.

ترى المصادر عبر “الديار” أن الجيش الاسرائيلي، بحال كنا أمام أيام حاسمة قبل معرفة توجه الحرب وتقديم الإجابات حول مقترح بايدن لوقف الحرب، سيعمد الى تكثيف هجماته في لبنان، لمحاولة تحقيق أهداف عدة أبرزها إسقاط كل قواعد الاشتباك التي رسمتها الحرب الحالية، وتحميل الحزب خسائر كبيرة في مراكزه ومنشآته في المنطقة الجنوبية التي لم تشهد حرباً كاملة المواصفات بعد، لذلك لا بد من التنبه في هذه المرحلة القاسية من استهداف القرى المأهولة والتي نزح إليها الجنوبيون، مستبعدة في الوقت نفسه أن يؤدي التصعيد الى اندلاع حرب واسعة، رغم كل التهويل الآتي من اسرائيل وأرقام استطلاعات الرأي التي تقول بأن أكثر من نصف الاسرائيليين بقليل يؤيدون شن حملة عسكرية على لبنان بعد اتمام صفقة التبادل مع حركة حماس.

بالمقابل تكشف المصادر عبر “الديار” عن تلقي لبنان المزيد من رسائل التحذير الأسبوع الماضي تؤكد أن اسرائيل بوارد التصعيد وليست بصدد ربط جبهة لبنان بجبهة غزة لحسابات تكتكية واستراتيجية أيضاً تتعلق بمبدأ وحدة الساحات، ولكن يبقى السؤال هنا هل يقدر الجيش الاسرائيلي على فعل ذلك وهو الذي لم يتمكن من هزيمة غزة خلال 8 أشهر رغم استخدام 6 فرق عسكرية، أي نصف جيشه تقريباً، وبظل ما ينقله الإعلام الاسرائيلي المتخصص عسكرياً حول توسع الجبهة وما سيكون بانتظار “اسرائيل” بحال حصل ذلك؟

محمد علوش- الديار

مقالات ذات صلة