الحالة في أسوئها: لا أمل بين “الحركة” و”القوات”… وجنبلاط يتحرك لماكرون
ليست العلاقة في أحسن أحوالها بين حركة “أمل” وحزب “القوات اللبنانية” لا بل هي في أسوئها حالياً. إذ تنفي مصادر قيادية من الطرفين أي إمكان للتواصل في الوقت الراهن وأي إمكان للتقارب. وتؤكد هذه المصادر لموقع “لبنان الكبير” أن لا إنفتاح على التشاور الثنائي بين “الحركة” و”القوات” ولا أي تكليف رسمي للتواصل، وحتى النائبان علي حسن خليل وملحم الرياشي لا يتحدثان ولا يصوغان أي مقاربة مشتركة لتنظيم الخلاف، وليس من لجنة مؤلفة للتنسيق بين الحزبين الخصمين.
وفي حين تكتفي مصادر “القوات” بنفي الحديث عن أي تنسيق أو ترتيب للعلاقة، تقول مصادر “أمل” لموقع “لبنان الكبير”: “إن الجو بين الطرفين سيء جداً وذلك نتيجة الجنون الذي يمارسه رئيس القوات سمير جعجع والشحن الطائفي والمذهبي والمناطقي، الذي يفتعله لتوتير صفو السلم الأهلي والانصهار الوطني”.
أما توازي وجود خليل والرياشي في الدوحة، ففتح باباً للأقاويل والتحليلات غير الدقيقة، عن دور قطري لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية ولردم الهوّة بين المتخاصمين ولتكريس التشاور والتلاقي.
الا أن مصادر سياسية رفيعة تؤكد لموقع “لبنان الكبير” أن زيارة خليل الى الدوحة جاءت بعد دعوة قطرية رسمية، ولا علاقة لها بالتواصل مع “القوات” ولا مسعى قطرياً يصب في هذا الاتجاه. وتضيف هذه المصادر: “إن خليل لن يلتقي الرياشي في الدوحة، ولا علاقة لزيارته بالملف الرئاسي”، إنما تشير المصادر الى اهتمام قطري بالتسوية البرية وتثبيت الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، استكمالاً للمسعى الدولي الذي يقوم على خفض التوترات جنوباً ووقف إطلاق النار في غزة، وصوغ حل حدودي متكامل يدوم طويلاً ويثبّت الأمن على الحدود.
وبدأ هذا المسعى الحدودي القطري مع زيارة رئيس الحزب “الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط الى قطر ولقائه الأمير تميم بن حمد آل ثاني، بحيث نقل جنبلاط ثقته الكاملة برئيس مجلس النواب نبيه بري وبإدارته للمفاوضات مع المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين من جهة، ومع “حزب الله” من جهة أخرى، ناصحاً بإبقاء خطوط الحديث مفتوحة بين الدوحة وبري بخصوص التسوية الحدودية البرية، وكل متفرعاتها ومنها الرئاسية.
وفي الرئاسة اللبنانية المجمّدة، تقول مصادر سياسية: “إن حراك اللقاء الديموقراطي هو نتيجة تكليف من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لوليد جنبلاط أثناء لقائه في قصر الاليزيه، واستجابة جنبلاط لهذا الدور هو نتيجة اقتناعه بضرورة الحوار والتقارب وعدم قطع الأوصال اللبنانية بالسجالات والتوترات الطائفية”. إذ لا تنفي المصادر أن المهمة صعبة وتعنت بعض الأطراف في رفضه للحوار سيهدد المسعى الجنبلاطي، الا أن المستجدات الاقليمية قد تساهم في تعديل المواقف وهذا ما يستحق المحاولة… على الرغم من أن ما فشل لودريان في تحقيقه، لن يكون سهلاً على “الاشتراكي” أن يحققه، وكل المساعي تصب في خانة “تقطيع الوقت”.
رواند بو ضرغم- لبنان الكبير