ساعات حاسمة… رهان قطري على “براغماتية” جعجع

هل يجهض سجال بري ــ جعجع مبادرة الدوحة «التشاورية»؟

فيما قد تكون ساعات الانتظار طويلة ودموية قبل ان تنتهي مناورات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الذي يحاول جاهدا التملص من التزاماته مع واشنطن بشان وقف النار في غزة، وانعكاس التطورات هناك على الجبهة اللبنانية، تحاول قطر ملء الفراغ الرئاسي، وخيبة الامل الفرنسية، بحراك استطلاعي يخلو من اي خطة لعقد «دوحة 2»، لكنه يشجع على حوارات ثنائية. وعلم في هذا السياق ان المسؤولين القطريين يحاولون احداث خرق في جدار العلاقة بين القوات اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، عبرتشاورثنائي يلامس الحوار، وهو امر يجري بحثه مع وفد القوات الموجود في الدوحة، وكذلك النائب علي حسن خليل. وقد طرحت اوساط دبلوماسية علامات استفهام حول توقيت «السجال الكلامي» والسقف العالي بين جعجع وبري خلال الساعات القليلة الماضية، لكنها لم تصل الى حد نعي المبادرة القطرية؟!

الرئاسة في قطر
رئاسيا، تبدا كتلة اللقاء الديموقراطي تحركها الرئاسي وتزور معراب اليوم للتشاور، وفيما اعلن عن وصول النائب علي حسن خليل الى العاصمة القطريّة الدوحة امس ، موفداً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان تلقّى دعوة لزيارة قطر، بعد يومٍ واحدٍ من وصول وفدٍ من حزب القوات اللبنانيّة، اكدت مصادر مطلعة ان الدوحة تعمل على احداث اختراق في جدار الازمة الرئاسية من خلال طرح مبادرة تقوم على تحضير الاجواء لحوار مباشر بين «عين التينة» و «معراب» لمحاولة جسر الهوة بين الطرفين ازاء الدعوة المسبقة الى الحوار قبل الجلسات الرئاسية.

ماذا تريد الدوحة؟
والتقى وفد من القوات اللبنانية يضم النائبين بيار ابو عاصي وملحم الرياشي والدكتور جوزيف جبيلي عضو الهيئة التنفيذية في القوات، امس وزير الدولة لشؤون الخارجية صالح الخليفي، ومن المتوقع أن يلتقي الوفد القواتي اليوم رئيس الحكومة القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ووفقا للمعلومات، لا مبادرة قطرية، ولا تمهيد لدوحة 2، لكن ثمة رهان قطري على «»براغماتية» جعجع من خلال اغرائه بتقدم صفوف المعارضة للحوار باسمها بعيدا عن «ابتزاز» التيار الوطني الحر، وتأمل في ايجاد قواسم مشتركة تمهد الطريق لتفاهمات حول المرحلة المقبلة، خصوصا ان الرئيس بري لا يقفل «الابواب» امام اي حوار او تشاور ثنائي اذا كان سيؤدي الى «كسر الجليد» مع الطرف الآخر. وفي هذا السياق، ثمة علامات استفهام كبيرة لدى المسؤولين القطريين ازاء توقيت السجال العالي السقف بين بري وجعجع، لكنها لا تعتبر انه يقفل الباب امام احتمال نجاح مبادرتها، كما يقول مصدر دبلوماسي، يرى ان هذا الاشتباك الكلامي قد يكون فرصة لاقناع الطرفين لضرورة الجلوس الى الطاولة. والساعات المقبلة ستكون حاسمة في هذا الاطار.

سجال بري -جعجع
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رد على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حمله مسؤولية عرقلة الحوار ورئاسة الجمهورية والسعي الى الفدرلة، من خلال قوله انه لا يزال عالقا في «حالات حتما»، فقال ان «حديث بري اسقط عنه القناع، ولا يحلمَنّ احد ببلوغ لحظة يصبح في لبنان مرشد اعلى». وعن مقولة بري ان «المكان الطبيعي لأي تشاور هو مجلس النواب وان المجلس مؤسسة لها رئيس والرئيس ايا كان اسمه هو المعني بأن يترأس جلسة التشاور بين الكتل»، قال جعجع انه لا يمكن للرئيس بري ان يتخطى صلاحياته ويشرّع، هو رئيس بما اعطاه اياه الدستور وليس بمحاولة السيطرة على سائر المؤسسات الدستورية…هو يحاول خلق عرف ومواد دستورية غير منصوص عليها . لسنا مع طاولة الحوار برئاسة بري انما مع الاتصالات والمشاورات بين الكتل. ويستحيل ان نصل الى وقت يكون في لبنان مرشد اعلى للجمهورية.

الديار

مقالات ذات صلة