فرنجيّة يخطو خطوات واثقة باتجاه قصر بعبدا… ويردّ على حصاره بطروحات تحاصر أخصامه!
ترجح مصادر مواكبة عن كثب للاستحقاق الرئاسي “ان تكون الرئاسة باتت أقرب من اي وقت مضى من رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. فكلما اقتربت التسوية الكبرى للمنطقة، والتي قد يكون منطلقها الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الحرب في غزة، كلما بدا ان فرنجية يخطو خطوات واثقة باتجاه قصر بعبدا، خاصة في ظل المعطيات العسكرية والميدانية الراهنة”. وتشير المصادر الى ان “ما يعني واشنطن و”تل أبيب” من اي تسوية مقبلة، ضمان وضع مستقر على الجبهة الشمالية “لإسرائيل” لأمد متوسط وطويل، وذلك لن يتم الا بقرار من حزب الله وطهران”، مرجحة “ان تكون الرئاسة ثمنا صغيرا لعودة حزب الله لتطبيق القرار 1701، اضافة الى اثمان اخرى قد تلحظ انسحاب العدو من الاراضي اللبنانية المحتلة”.
وبانتظار ان يحين وقت الخروج من الميدان والجلوس حول طاولة التفاوض، يترك حزب الله لاخصامه وحلفائه على حد سواء هامشا كبيرا للمناورة. من هنا، كان خروج المرشح الرئاسي الأبرز سليمان فرنجية مؤخرا بطروحات بدا انها اقرب لاثارة غيظ اخصامه منها الى التطبيق، ولعل ابرزها دعوته لحصر المنافسة الرئاسية بالقادة الموارنة الـ٤، والنزول الى المجلس النيابي لانتخاب احدهم، او حتى تفاهم الـ٣ الآخرين على احدهم ليخوض المواجهة بوجهه.
كذلك أفادت المعلومات بأنه اقترح ايضا على المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان ان تجري الانتخابات الرئاسية مباشرة من الشعب، في حال استمرار تعثر الجهود الدولية.
وعن هذا، تقول مصادر واسعة الاطلاع ان فرنجية ومن خلال هذه الاقتراحات “يرد الحصار الذي يحاول باقي القادة المسيحيين فرضه عليه بحصار مضاد، لعلمه بأن هكذا اقتراحات لا تناسبهم لانها ستؤمن فوزه”، مؤكدة ان “لديه ١٤ صوت مسيحي داخل مجلس النواب كما عدد كبير من الاصوات الاسلامية، وهو مجموع اصوات يتيح له الفوز في حال كانت المواجهة مع اي قطب مسيحي آخر”.
وتضيف المصادر “كذلك يبدو فرنجية واثقا من انه في حال الموافقة على اجراء انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب، حتى لو اشترطوا، لن تكون على دورتين، الاولى يشارك فيها المسيحيون حصرا والثانية كل اللبنانيين، فهو لا شك قادر على تأمين عتبة مسيحية تسمح له بالانتقال الى مرحلة ثانية يؤمن فيها العتبة الوطنية”.
ويدفع فرنجية على ما يبدو الى مواجهة مباشرة بين القادة الموارنة على الطريقة الزغرتاوية، واضعا بذلك حدا للحرب بالواسطة، لكن يبدو من المستبعد جدا ان يلاقيه اي طرف بهذه الطروحات، باعتبار ان طرح حصر الانتخابات بالقادة الموارنة يُعتبر غير ديموقراطي ودستوري، ويقطع الطريق على مرشحين آخرين طامحين، كما ان الانتخابات من الشعب تتطلب تعديلا دستوريا لا يبدو ان ايا من القوى السياسية والطائفية مستعدة له، كونه قد يفتح الباب على تعديلات اخرى، هذا عدا فتح نوافذ الوضع الديموغرافي للطوائف، نوافذ يسعى المسيحيون بجهد لاغلاقها.
على كل الاحوال، سواء تم التداول بجدية بهذه الطروحات ام لا، الا ان ما هو مؤكد ان وضعها على الطاولة في هذه المرحلة بالذات، يُحرج باقي القادة المسيحيين المتمسكين بالفيتو بوجه فرنجية، ويؤكد اننا لا نزال في مرحلة المزايدات وتسجيل النقاط، بانتظار نضوج الارضية الاقليمية والدولية للانتقال بعدها للحديث الجدي والعمل الفعلي لاخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة.
بولا مراد- الديار